IMLebanon

رسالة نسائية الى وئام وهاب  

 

 

مبتسماً، وغير مبالٍ بالكاميرا التي توثّق كلامه، ولا بالشاشة التي استقبلته، ولا حتى بالمرأة الجالسة أمامه كالصنم، طعن وئام وهاب بالملايين من النساء، فلبنان بالنسبة إليه كي يتحوّل إلى بلد للدعارة عليه أن يستقبل نساءً حسناوات من روسيا وأوكرانيا.

 

وهذا الكلام لم يسقط سهواً ولا يندرج حتّى في خانة زلّة اللسان، فهو – وكما قال وئام وهاب نفسه – تكرار لما سبق وأدلى به في حضرة أعلى سلطة في البلاد، أي في حضرة رئيس الجمهورية، ميشال عون.

 

أما ردّ الرئيس فكان “الضحك”، قهقهات لا يمكن وضعها إلاّ في خانة القبول أو أقله عدم الاعتراض.

 

وحقاً كم هو ساخر، أن يقبل رئيس البلاد بهذا الكلام، وهو الذي سبق وحملت ابنته كلودين عون لواء جميع النساء من خلال منصبها كرئيسة المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية.

 

ولكن على ما يبدو المناصب شيء.. والكواليس شيء آخر!

 

بداية، نعتذر من كل امرأة في روسيا وأوكرانيا وكل بقاع الأرض، عمّا باح به السفهاء منّا.

 

ولنفترض أنّ امرأة في بلد ما، في منطقة ما، تعمل بالدعارة، وسمعت وئام وهاب وهو يُملي علينا ما يجب فعله إن كنّا سنحوّل لبنان إلى بلدٍ للدعارة!

 

كانت لتقول التالي:

 

بلدكم يا أستاذ وئام، لا حاجة إلى أنّ يتحوّل إلى بلد للدعارة، فالسياسة في لبنان دعارة. أين الشرف في وطن يموت أبناؤه على الطرقات وبين صهاريج المحروقات، وفي طوابير البنزين!

 

أين الشرف في بلد، لا خبز فيه، ولا مازوت، والمستشفيات “تولول” يومياً من ضعف الحال.

 

أين الشرف في بلد، عانى أكثر من عام من الفراغ الحكومي كُرمى لعيون “الصهر”، وبحثاً عن قطعة من كعكة المحاصصة!

 

أين الشرف؟

 

عذراً، يا أستاذ وئام. بائعة الهوى تتاجر بجسدها، لا بشعب كامل. هي تبيع ما هو حقّ لها لا ما هي أؤتمنت عليه.

 

هل سمعنا ببائعة هوى، أخذت أبناءها إلى الجحيم؟

 

هل سمعنا ببائعة هوى، داست على أطفالها لأجل كرسي؟

 

يا أستاذ وئام. مفهومك للدعارة خاطئ جداً. بائعة الهوى إن كانت تسبب ضرراً ما فهو لنفسها لا للآخرين.

 

بينما أنتم تاجرتم حتى بحليب الأطفال الذي وجد مخزناً في مستودعات مدعومة من حلفائك وحلفاء حلفائك!

 

بائعة الهوى، لا سوق سوداء لديها. ولا سلاح.

 

بائعة الهوى.. أكثر شرفاً من أن تأتيَ إلى لبنان.

 

وإلى أين تأتي، لحكومة اعتبر أحد وزرائها أنّ “الحفاض” ترف، واللبن “رفاهية”؟ لحكومة من يومها الأوّل بدأ شبح الديكتاتورية يخيّم عليها بوزير حمل العصا على الإعلام معلّماً إياه ما يجب أن يكون وما لا يكون!

 

بائعة الهوى هل تأتي لوطن.. لا كهرباء فيه.

 

مع أنّ هناك من وعدكم منذ عشرات السنوات بكهرباء 24 على 24.

 

بائعة الهوى يا أستاذ وئام لا تكذب…

 

وأنتم تكذبون؟

 

بائعة الهوى لم تسرق الأموال.. وأنتم فعلتم وتفعلون!

 

حبذا يا أستاذ وئام لو تحكم وطنكم “بائعة هوى”.. بدلاً من “القوّادين” الذين يسرحون ويمرحون يومياً بين المناصب، ويبيعون الشعب طائفية وعنصرية وفقراً ومرضاً وسلاحاً متفلتاً…