IMLebanon

هل تنضمّ القوات وسكاف الى لائحة المستقبل في زحلة؟

 

 

عاد رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض بعد أن أمضى فيها أربعة أيام لم يرْشَح من اللقاءات التي عقدها مع الملك السعودي وولي العهد أي معلومات تقود المراقبين للإستدلال على الخطوة التي قامت بها السعودية تجاه الإحاطة الجديدة للرئيس الحريري. وتشير مصادر عليمة في تيار المستقبل أن الحريري استطاع في العديد من الملفات التي طرحت على طاولة النقاش مع أركان المملكة أن يقنع المسؤولين السعوديين بوجهة نظره حيالها لكن هناك بعض المسلمات لدى المملكة لم يكن أمام الحريري إلا الأخذ بها بالرغم من إدراك الحريري أن سبب الإنعطافة السعودية الجديدة تجاهه مرتبط بأسباب داخلية تبرر حاجة السعودية بالعودة إلى لبنان بعوامل ضغط غربية وأميركية إضافة إلى الدور الذي لعبته الإمارات بإقناع السعودية بضرورة إحتضان الحريري بسبب الضغوط التي فرضتها الإنتخابات النيابية المقبلة التي لم تستطع الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول الخليج من تأجيلها أو إجراء أي تعديل على القانون الإنتخابي الجديد.

هذه العوامل الداخلية والخارجية اجتمعت تحت عنوان مواجهة حزب الله وإيران. فالمواجهة مستحيلة في ظل تشرذم الفريق اللبناني المستتبع للرياض فكان لا بد من ترتيب ما يمكن ترتيبه لهذا الفريق وترتيب هذا الفريق مدخله ترتيب البيت السني الذي صدعته طموحات بعض القيادات السنية بزعامة طائفتهم، لذلك ستعمد السعودية عبر فريقها في لبنان إلى اصطناع الإصطفافات السياسية بما يشبه إصطفافي 14 و8 آذار واستحضار الخطاب الطائفي والمذهبي لإعطاء المعركة الإنتخابية المقبلة زخماً لدى أنصار هذا الفريق.

من جهة أخرى، تحدثت صحف غربية عن حاجة محمد بن سلمان إلى إعادة ترتيب ملفات قطر والحرب على اليمن واستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري لأن هذه الاحداث تركت السعودية عاجزة عن التقدم في أي منها من دون أن يلوح في الأفق مخارج واضحة. وأشارت هذه الصحف أن كل السياسات التي اعتمدتها الرياض منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 لم ينجح أي منها حتى يومنا هذا.

من هنا تؤكد أوساط سياسية أن الحريري أعطي هامشاً واسعاً في حرية القبول أو الرفض لأي ملف من الملفات التى جرى نقاشها في الرياض منها إقصاء من يسبب له بالإزعاج داخل تيار المستقبل وحتى في الطائفة السنية وعزوف رئيس الحكومة الأسبق عن الترشح في الإنتخابات المقبلة هو أول الغيث وقد يستتبع الحريري هذه الإجراءات لتطال مراكز القوى المتمردة عليه في تيار المستقبل.

هذا الهامش ستظهر مساحته أكثر فأكثر خلال الأيام القليلة المقبلة عند إعلان الحريري مرشحيه ولوائحه وتحالفاته التي سيعلنها دون الإلتفات إلى ردات الفعل ونتائجها لأنه قدم إلى لبنان بعد زيارة الرياض والتي مكث فيها أربعة أيام مزهواً كاسراً بعض القيود التي ساهمت في إثارة البلبلة والغموض في أروقة بيت الوسط وامتد هذا الغموض ليطال أركان الطائفة السنية.

ما إن وصل الحريري إلى بيروت حتى بدأ ينقشع الغمام الذي لفّ موضوع التحالفات حيث تريثت بعض القوى في إعلان مرشحيها وتحالفاتها لحين عودته، وبشائر هذا الإنقشاع تجلت في دائرة البقاع الغربي راشيا حيث أبلغ رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الوزير السابق عبد الرحيم مراد بأن التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي سنتحالف لدعمكم مع نائب رئيس مجلس النواب الأسبق إيلي الفرزلي الذي يتمتع بنفوذ شعبي واسع داخل كل الطوائف التي يتكون منها البقاع الغربي والأحزاب وهو الذي حصد 63% من أصوات المسيحيين في إنتخابات 2009، وتقول المعلومات ان الوزير مراد والنائب السابق فيصل الداوود سيتشاركان في لائحة واحدة وتبقى عقدة بسيطة أمام إبرام الإتفاق النهائي حول المرشح الماروني في هذه الدائرة حيث يتجه التيار الوطني الحر لترشيح شربل مارون على المقعد الماروني فيما الحلفاء على اللائحة يحاولون إقناع باسيل باعتماد ترشيح ناجي غانم على هذا المقعد.

أما في زحلة، يتردد بأن القوات اللبنانية ورئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف سينضمان إلى لائحة المستقبل – الطاشناق، واشارت مصادر قواتية الى «أننا لا نستطيع الجزم بحصول هكذا تحالف وإذا تم هذا الإتفاق يعني سيعاد خلط الأوراق من جديد على صعيد مرشحي التيار الوطني الحر وحلفائه إذا عاد التيار وأبرم اتفاقاً مع النائب نقولا فتوش».

وأشار متابعون أنه كان من الممكن للقوى المسيحية  لو اتفقت فيما بينها الإستغناء عن التحالف مع التيارات الأخرى كالثنائي الشيعي وتيار المستقبل في ظل غياب هذا الإتفاق تصبح القوى المسيحية مجبرة لإلتحاق جزء منها بتيار المستقبل والجزء الآخر بالثنائي الشيعي.