IMLebanon

الرابحون والخاسرون

 

قال الموفد الدولي الى سوريا دي ميستورا، أمس، إنّه لا يوجد رابح في الحرب السورية… ونحن نرد عليه بالقول: إنّ هناك رابحين وهم الاسرائيلي والاميركي والروسي… أمّا الخاسرون فهم الشعب السوري والمشروع الايراني وبشار الأسد».

الخاسر الأوّل هو الشعب السوري الذي فقد الأمل بعودة سوريا الى ما كانت عليه، علماً أنّ الأرقام لإعادة الإعمار تراوح بين 200 و600 مليار دولار!

والسؤال: مَن سيدفع هذا المبلغ؟

وبالتالي فإنّ سوريا التي عاشت في بحبوحة وليس عليها دولار واحد ديناً، والعكس صحيح كانت تتهيّأ لأن تكون دولة واعدة خصوصاً بعد اكتشاف النفط والغاز.

ولا يفوتنا أن نذكر نحو نصف مليون قتيل ومثله أعداد الجرحى من الشعب السوري، إضافة الى أحد عشر مليون مهجّر أي نحو نصف الشعب السوري(…).

والخاسر الثاني هو المشروع الإيراني الذي كان يهدف الى تحقيق الهلال الشيعي الذي حذّر منه، قبل سنوات، عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني بن الحسين، فهذا المشروع خسر في العراق وخسر في سوريا، فالكلمة اليوم في سوريا هي لأميركا وروسيا، وليس هناك من دولة ثالثة.

والخاسر الثالث هو بشار الأسد الذي دمّر سوريا… ولو كان يملك 10٪ من حكمة والده لكان استوعب الثورة التي انطلقت تطالب بشار نفسه أن يتولّى عملية التغيير نحو الحرية والديموقراطية والانتخابات النزيهة والإعلام الحر الخ…

والرابح الأكبر هو إسرائيل التي باتت حدودها محمية من أميركا وبتواطؤ روسي… فالجولان يحميها من الجانب السوري ودرعا تحميها من جهة الأردن والعراق.

والولايات المتحدة ربحت بتعزيز هيمنتها على المنطقة وبازدهار الأسواق أمام مبيعاتها من السلاح، وبمضاعفة نفوذها وترجمته في المعادلات الإقليمية والدولية.

وأمّا روسيا فحققت حلمها المزمن منذ بطرس الأكبر بأن يكون لها حضور بارز وفاعل في «المياه الدافئة» المقصود بها الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، فأقامت قاعدتها البحرية في طرطوس وأيضاً قاعدتها البرّية – الجوية في حميميم.