IMLebanon

تمنيات الصباح والعربي “أضغاث أحلام” في غياب دور القمة والجامعة

تبقى تمنيات النائب الاول لرئيس الحكومة وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ان يكون للبنان رئيس للجمهورية بحلول موعد القمة العربية الدورية في 28 آذار المقبل في القاهرة “مجرد تمنيات واضغاث احلام”، وفق تعبير مصدر مطلع على الاتصالات الفرنسية – الايرانية الجارية حول الانتخابات الرئاسية. ويصر على موقفه غير المشجع لان لا الكويت التي تترأس الدورة الحالية للقمة العربية ولا الجامعة مستعدتان ان تؤديا دوراً لترجمة تلك التمنيات واقعاً.

وسمع العربي من الرئيس ميشال سليمان والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال اتصالين هاتفيين اجريا معه قبل مغادرته بيروت الى القاهرة، التشدد على ضرورة انتخاب رئيس للبلاد بعد مرور 236 يوما على الفراغ.

واذا كان الدور العربي في المساعدة على تقريب وجهات النظر وتذليل العقبات التي تحول دون انتخاب رئيس غير وارد، فان لا دور اقليميا سعوديا – ايرانيا يمكن توقعه في اوائل تموز المقبل، موعد الانتهاء من المفاوضات حول الملف النووي الايراني بين الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن زائد المانيا، والذي كان يراهن عليه العديد من كبار الناخبين في الرئاسة، وفي مقدمهم الرئيس نبيه بري. والسبب ان الرئيس الايراني حسن روحاني غاضب من تصرفات “الدولة الاسلامية” والذي وصف اتباعها بأنهم “قتلة لا يرقون الى مستوى الحيوانات، ويعينونهم بتقديم المال والاسلحة”، وفقا لما قاله في طهران. وانتقد بعنف بعض دول الخليج الغنية بالنفط، متهما اياها بانها تمول الارهاب، من دون ان يسميها، ومشيرا الى السعودية وقطر التي ساندت المعارضين السنة للرئيس بشار الاسد. يضاف الى ذلك غضب روحاني من السعودية التي يتهمها بأنها وراء خفض سعر النفط الى المستويات الادنى منذ سنوات، وهو ما ترك آثاراً سلبية على مالية بلاده. اما العائق الآخر فهو امتعاض الرئيس الايراني من تدخل الولايات المتحدة وشنها غارات ضد “داعش”، متهما اياها بأنها ترمي الى استعادة سيطرتها على العراق، وبالتالي فهو معارض لمثل هذا التدخل.

واشارت مصادر متابعة الى ان هذه المعطيات لا تشي بحلحلة لانتخاب رئيس في تموز المقبل نظرا الى الدور الذي يمكن طهران ان تؤديه مع حلفائها المحليين نتيجة للمفاوضات حول البرنامج النووي مع الدول الخمس زائد واحد، اذا نجحت. ولم تتردد في التذكير بأن القيادة الايرانية سبق لها ان ابلغت فرنسا عبر موفدها، وقبله السعودية، ان الانتخابات الرئاسية في لبنان شأن داخلي، و هذا يعني انها غير متحمسة لممارسة اي ضغط على مؤيديها في الانتخابات، وخصوصا على “حزب الله” الذي له مكانة خاصة لديها.

وفي السياق المتصل بالاستحقاق الرئاسي الذي تحول معضلة وطنية، لفتت مصادر الى ان الحوار بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” تناول مواضيع خلافية كثيرة ومتشعبة تم التطرق اليها واحصاؤها بجداول، ووضعت جداول اخرى بما انتجته تلك الخلافات. ووفق اوساط “القوات”، ان الاستحقاق الرئاسي لم يبحث بعد، وعندما يحين ذلك فالاستحقاق هو في رأس الولايات، ويجب اتخاذ موقف موحد مع التيار من اجل الاتفاق على مرشح تسوية. ام العارفون بشؤون التيار فيتكتمون على موضوع الرئاسة، آخذين في الاعتبار ان مساعيهم مع “تيار المستقبل” باءت بالفشل في هذه المسألة بالذات.