IMLebanon

عامان على خطف العسكريين  المطلوب إطفاء حرقة القلوب وليس إضاءة شمعة

… وكيف يكون عيد وأبناؤنا العسكريون في الإختطاف؟

هؤلاء لولاهُم لكان الإرهاب تمدَّد أكثر مما هو متمدد! والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه:

ما هو الجهد الذي بذلته الحكومة من أجل إنهاء هذه القضية؟

وهل العسكريون هم فقط كالجمرة التي لا تحرق إلا مكانها في قلوب أبنائهم وعائلاتهم وأهلهم وأصدقائهم؟

***

هؤلاء لم يُختطفوا من منازلهم وهُم نيامى، بل اختُطفوا عن خطوط الجبهة مع العدو الإرهابي. يمر العيد تلو العيد والشهر تلو الشهر والسنة تلو السنة وهُم يعانون الخطف والذل والقهر، والأكثر من كل ذلك يعانون عار الإهمال من حكومة بلادهم.

***

أيُّ بلدٍ في العالم يكون لديه مخطوفون ويستطيع مسؤولوه أن يناموا الليل؟

لا شك أنَّ الخاطفين لديهم مراجع، ومراجعهم دول وليس تنظيمات، أليس بالإمكان الحديث مع الدول المعنية أو مع الدولة المعنية من أجل إنهاء هذه المأساة؟

وإذا ما تُرِكَت هذه القضية على ما هي عليه من الإهمال، فهذا يعني أنَّ العسكريين سيُمضون بقية حياتهم في الأسر والإعتقال، فهل ترضى الحكومة أن تحمل هذا العار على جبينها؟

***

في مطلع كانون الأول الماضي حُلَّت نصف القضية بجهود ملموسة من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، فأطلقت جبهة النصرة العسكريين الذين لديها وهُم ستة عشر عسكرياً، ولكن ماذا عن العسكريين المختطفين الآخرين؟

بعد الذين كانوا لدى النصرة، بقي تسعة عسكريين موجودين لدى تنظيم داعش، وهؤلاء انقطعت أخبارهم كلياً، في غياب الوسطاء.

في الثاني من آب المقبل يكون قد مرَّ عامان على عملية الإختطاف، سيعاوِد أهالي العسكريين التحرك من أجل التذكير بقضية أبنائهم، لكن يُخشى أن يكون المسؤولون ما زالوا في إجازاتهم، فمن سيسمع أصواتهم؟

***

إنَّ الإهمال اللاحق بقضية العسكريين يجعل معاناة أهاليهم مضاعفة، فالإهمال الأول أنَّ قضيتهم إقترب عمرها من أن يُصبح عامين، من دون اهتمام من أحد، أما الإهمال الثاني فيتمثّل في أن أهالي العسكريين يرون نصب أعينهم كيف أنَّ إستهتار الحكومة يصيب كلّ شيء، فكيف لحكومة أن تحل قضية المخطوفين في وقت تعجز عن معالجة كل القضايا الأقل أهمية:

من قضية أمن الدولة إلى قضية الكهرباء، إلى قضية النفايات، إلى قضية المياه، إلى قضية ازدحام السير، إلى قضية إطلاق النار في المناسبات والتي توقع القتلى والجرحى. إذا كانت الحكومة عاجزة عن معالجة قضايا أقل أهمية من قضية العسكريين المختطفين، فكيف سيكون بمقدورها أن تعالج قضيتهم؟

***

لا يكفي لهذه الحكومة أن تُضيء شمعة مع شموع أهالي العسكريين، المطلوب منها أن تُطفئ حرقة قلوب الأهالي بالعمل الحثيث لاستعادة أبنائهم.