IMLebanon

اليمن ليس إسرائيل

أضحكني سماحة الشيخ نعيم قاسم نائب أمين عام «حزب الله» حين قال إنّ إيران حريصة على انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.

وأود أن أسأله: أولاً بتاريخ لبنان لم أسمع أنّه كان هناك دور لإيران (الدولة الفارسية) في انتخاب رئيس جمهورية لبنان.

كذلك أسأله: ما هو معنى قول سماحة أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله انّنا مع انتخاب العماد ميشال عون رئيساً ونقطة على السطر في حين أنّ مرشح جماعة 14 آذار، رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع قد أعلن بنفسه أنّه مستعد أن يتخلّى عن ترشحه ودعا العماد ميشال عون للاتفاق على مرشح توافقي، نعم مرشح توافقي… هذا إذا كان صحيحاً أنّ «حزب الله» مسموح له أن يسهّل عملية انتخاب الرئيس.

أمّا قوله إنّ إيران ذهبت الى سوريا وإلى العراق لكي تحارب الإرهاب، فيصدف أنّ رئيس الحكومة العراقية طلب أمس بالذات عدم التدخل في شؤون العراق.

كذلك، بالله عليك يا شيخ نعيم من طلب من ايران ان تتدخل في شؤون سوريا الداخلية وشؤون العراق الداخلية؟

وقال سماحته في مكان آخر إنّهم يتهموننا بأننا مع إيران، فلا مانع من أن تكون يا شيخ نعيم مع إيران هذا خيارك وأنت حر في أن تأخذه، ولكنك لا يمكن أن تجر اللبنانيين لأن يكونوا معك!..

وهنا يحضرني سؤال بسيط: لو توقفت إيران عن دفع رواتب ومخصصات «حزب الله» فماذا سيبقى من «حزب الله»؟ وكم يوماً يمكن أن يستمر؟

لذلك عندما يتهم قاسم المملكة العربية السعودية بأنها تشتري الضمائر، ولو افترضنا جدلاً أنّ ما يقوله صحيح (وهو غير صحيح) فلماذا مسموح لك أن تقبض من إيران ولا يحق لغيرك أن يقبض من سواها؟ وتكراراً هذا الإفتراض خاطئ لسبب بسيط وهو أنّ المساعدات كلها التي تقدمها المملكة العربية السعودية هي لمصلحة لبنان عامة.

أولاً: 4 مليارات دولار للجيش اللبناني والقوات الأمنية، يعني إلى لبنان كله وليس الى فئة واحدة لكي تقاتل الفئة الأخرى.

ثانياً: المساعدات السعودية لها تاريخ طويل في لبنان منذ «مؤتمر الرياض» عام 1976، ومن دون توقف.

ثالثاً: «مؤتمر الطائف» عام 1989 الذي نتج عنه «اتفاق الطائف» الذي نعيش بظله والذي أوقف القتال في لبنان وأدى الى انتخاب رئيس الجمهورية الشهيد المرحوم رينيه معوض، وإثر استشهاده انتخب الرئيس المرحوم الياس الهراوي، وبعدها الرئيس السيئ الذكر اميل لحود، وبعده الرئيس ميشال سليمان الذي جاء بعد انقلاب «حزب الله» على الشرعية وتعطيل انتخاب الرئيس حتى تمكن الحزب من التفرّد بحكم لبنان بطربوش الرئيس نجيب ميقاتي في أفشل حكومة في تاريخ لبنان وما حققته تلك الحكومة كان انخفاض الناتج القومي من 9% الى صفر% نعم صفر%.

نعود الى اليمن وادعاء الحزب أنّهم يدافعون عن الشعب اليمني الفقير والمظلوم.

فما هي مصلحة «حزب الله» في اليمن؟ ثم انّ السلاح الذي يحمله الحزب له وظيفة واحدة هي محاربة إسرائيل، فهل أصبحت إسرائيل في اليمن لكي يذهب «حزب الله» ليقاتلها هناك؟!.

فما هي مصلحة «حزب الله» في اليمن؟ ألم يكن هناك قرار باستعمال سلاح «حزب الله» في سوريا للدفاع عن المقامات الدينية، ثم تحوّل الى محاربة الإرهاب؟

كفى يا شيخ نعيم كفّوا شركم عن العرب والعروبة والإسلام، عودوا الى لبنانيتكم… يكفي البلد ما مرّ عليه وكنا قبل أيام في الذكرى الاربعين للحرب الأهلية في هذا البلد، كفى… كفى… كفى…