IMLebanon

سنّة زحلة وشيعتها: الكتلة المقرّرة؟

 

لم تكن مألوفة مشاركة سنة زحلة وشيعتها في القرار السياسي للمدينة كعنصر مقرر. حتى الحرب الأهلية، كانوا أقل عدداً وأتباعاً للمرجعية المركزية في زحلة، أي آل سكاف الذين كانوا يختارون المحظيين من السنة والشيعة لضمهم إلى كتلتهم. بحسب عادل سيف الدين، وفد الشيعة من جبيل وبعلبك إلى سهول رياق ومحيطها للعمل في قطاعي الزراعة والنقل. فيما لجأت إلى المنطقة عائلات أخرى هرباً من بطش العثمانيين في كسروان وجبيل وعكار والبترون… استقروا وأسسوا للوجود الشيعي في زحلة وجوارها. وبنتيجة التبعية في العمل والسكن للإقطاع السكافي، صبّت أصواتهم للوائحه من دون أن تكون لهم مرجعية مستقلة. حتى أن جوزيف سكاف كان يختار المرشحين الشيعة من دون تشاور معهم. وتمسك لدورات عدة بحسين منصور من مشغرة، كنائب عن البقاع الأوسط. لكن الظروف تبدلت خلال الحرب الأهلية، بحسب المحامي علي يزبك، مع تقلّص نفوذ الإقطاعيين لمصلحة الأحزاب كالكتائب والناصرين والشيوعيين والبعثيين وحركة أمل. كثير من أبناء البلدات الشيعية انخرطوا في أحزاب الحركة الوطنية وفصائل المقاومة الفلسطينية. لكن التحول الكبير أرساه الإمام موسى الصدر الذي ركز على حرمان البقاعيين في بداية تأسيسه لحركة المحرومين. توحّد غالبية شيعة زحلة حول مرجعية سياسية ساهم في تكريس حضورهم السياسي بعد تزايد الحضور العددي.

 

للسنة مقعد نيابي واحد أيضاً. لكنهم أصبحوا أخيراً القوة الناخبة الأكبر. بحسب الدكتور الجامعي عبدالله السيد، فإن السكافية تغلغلت في القرى السنية كما الشيعية والمسيحية، بدءاً من بلدته سعدنايل إلى بر الياس ومجدل عنجر وقب الياس حتى كفرزبد وقوسايا. ورغم اعتماد جوزيف سكاف على ترشيح حسن زهمول الميس مرشّحاً سنّياً أول، لكنه كان يجد مواجهة شرسة من رفعت قزعون الخصم الشرس للكتلة الشعبية الذي أوصله المد الناصري إلى نيابة زحلة بداية الخمسينيات مع تأثر سنة البقاع بالرئيس جمال عبد الناصر الذي زحفوا للقائه أثناء زيارته إلى دمشق عام 1959. لكن خصومة قزعون لم تطل. استبدلها السكافيون بولاء الميس، طبيب الفقراء الذي فاز في انتخابات 1972 ضمن لائحة جوزف سكاف مع الياس الهراوي وحسين منصور وسليم المعلوف.

 

 

بعد الحرب، وبدعم من السوريين، تغلغل الرئيس رفيق الحريري في سنة زحلة. وبالتنسيق بين الطرفين، اختار مرشحين يمثلون عائلات كبرى كالنائبين علي ميتا ومحمد علي الميس من بر الياس. بعد اغتيال الحريري والخروج السوري واستعار الجو المذهبي عام 2005، جلس السنة في حضن تيار المستقبل بشكل شبه كلي، ما انعكس فوز قوى 14 آذار في انتخابات 2009 وفوز مرشح التيار عاصم عراجي في انتخابات 2018.

يشير السيد إلى أن سنّة دائرة زحلة باتوا يشكلون قوة انتخابية منفصلة قادرة على قلب النتائج لمصلحة أي لائحة يمنحونها أصواتهم في حال تكتلوا. حجم الكتلة السنية الناخبة المسجلة يفوق الـ 300 ألف، منهم أكثر 58 ألفاً اقترعوا في الدورة الماضية. وبعدما كانت المنافسة التمثيلية محصورة بين عائلات عراجي وميتا والميس في بر الياس، امتد التزاحم إلى مجدل عنجر وقب الياس وسعدنايل والعشائر العربية في البقاع الأوسط.