IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الاحد في 28/12/2014

newtv

لعنةُ الطيران الماليزي أَنهتِ العامَ على مأساةٍ ثالثة بفِقدانِ طائرةٍ من المدارِ الجوي في وقتٍ لم يُعثر بعد على نظيرتِها التي اختفت قبل أشهر.

مئةٌ واثنانِ وستونَ شخصاً لاقَوا المصيرَ نفسَه في رحلةٍ كانت متجهةً من إندونيسيا إلى سنغافورة، رحلةُ المسافرينَ الفقراء دخلت في العتم وركابُها خَطفهم المجهول إلى أن تُحدِّد السلطاتُ الماليزية موقعَ الكارثةِ اللُغز.

في لبنان الرحلةُ أكثرُ ظلاماً ومصيرُ الكارثةِ الجردية هو الأهم حيث ركابُها من العسكريين مازالوا أسرى المجموعاتِ الإرهابيةِ المتحصنةِ عند الحدود وبعضُ هذه المجموعات يحاولُ القفزَ مِن خلفِ الأسوار ويشتبكُ يومياً معَ الجيشِ اللبناني الذي وَضع مؤخراً تدابيرَ مشددة ومَنع الدخولَ والخروجَ من المِنطقة إلا بإذنٍ منه، وتقول المعلوماتُ العسكرية إن الجيشَ اتَخذ إجراءاتٍ صارمةً بعد اكتشافِ مخيمٍ بين عرسال وجرودِها تقطُنُه عائلاتُ المقاتلينَ الإرهابيين وهو باتَ أشبهَ بالمعسكر الذي تَمُرُ عبْرَه المُؤن.

وللعسكرِ اليوم زيارةٌ رَعويةٌ لافتة قامَ بها البطريركُ الماروني إلى عائلاتِ الشهداء من الجيشِ المخطوف وما بَرزَ في جولةِ الراعي تحيتُه إلى الجيشِ اللبناني والمقاومة على حدٍ سَواء معتبراً أننا نتعلمُ من شهدائِنا.

المقاومة بفَرعِها الحِواري كانت في هذا الوقت تُجري تغييراً نوعياً لم تُعرف أسبابُه غالب أبو زينب عقلُ وثيقةِ التفاهم معَ التيارِ الوطني الحر يتقدمُ باستقالتِه من مِلفِ التنسيق معَ الطرفِ المسيحي وتُقبلُ استقالتُه من حزبِ الله من دون غالب أو مغلوب، وهو أوضحَ للجديد أنه باقٍ في الحزب وعلى خطِه الجهادي وتحتَ توجهاتِ أمينِه العام السيد حسن نصرالله لكنْ ماذا أبعدُ من هذا الإلتزام والنأيِ بالنفس في آن؟ العلمُ عندَ حزبِ الله فسِرُّه في بحرٍ ما زالا وبحرُه هادئٌ حتى الآنَ.

وعلى نقيضِه، فإن هادي البحرة رئيسَ الإئتلافِ السوري المعارض وعلى مشارفِ حوارِ موسكو يَخرجُ بأمواجِه ليَضرِبَ سُفنَ التحاور ويعلنَ اعتراضَه على روسيا التي لا تَملِكُ برنامجاً للحوار وعلى ديمستورا الذي لم يُبلِغْهُ بجدولِ الأعمال والمواعيد ويُبدي انزعاجَه من مِصر لأنها تسعى لحلٍ سياسي.

يُدلي البحرة بتصريحاتٍ يتفوقُ فيها على عددِ تصريحات أوباما والبيتِ الأبيض مجتمعاً ويعترفُ أن الجيشَ الحر يقاتلُ بلا إمكانات لكنه يقعُ صريعَ مواقفِه عندما يؤكدُ أن “الحر” يسيطرُ على سبعينَ في المئة من أراضي المِنطقةِ الجنوبية في كلٍ من درعا والقنيطرة والجولان وبما أن هذا الخطَ تسيطرُ عليه جبهةُ النصرة حصراً من دونِ باقي التنظيماتِ المسلحة وترفعُ عَلَمَها على مرتفعاتِ الجولان بكلِ فخر فإن رئيسَ الائتلاف السوري هادي البحرة يُقِرُ رسمياً أنه جُزءٌ من جبهةِ النصرة وإذا ما استَكملنا الخطوطَ البيانيةَ للنصرة فإن إسرائيل تعترفُ بدعمِها لهذه الجبهة وبرَفْدِها بالتدريبِ والطِبابة والتجهيزِ على أراضيها.

وفي عمليةٍ مترابطة يصبحُ الرجلُ الهادي إسرائيليَ الانتماء أما إذا احتَسبنا الفرضياتِ البديهية فإن الائتلافَ سيكونُ متضرراً من أيِ حلٍ سياسيٍ لسوريا لأن الحلَ سوف يُخرجُهُ من الفنادقِ الفخمة ومِن رغيدِ العيشِ على حسابِ الشعبِ السوري.