للنائب نقولا فتوش مآثر كثيرة. البرلمان وزحلة والكسّارات تعرفه. لكنّه أبى إلا أن يضيف إليها اعتداءً لا على حقوق الناس هذه المرّة، بل على أجسادهم، فأقدم على صفع موظّفة في قصر عدل بعبدا.
لكنّ فتّوش ليس نائباً عادياً. إنّه النائب الذي يدين له كلّ نوّاب هذا المجلس لكونه ملك التمديد على بياض. نصَّ الأسباب الموجبة للتمديد الأوّل، وسيعتمد التمديدُ الثاني على دباجة فتّوش أيضاً.
وهذا ما يجعل قصّة قصر عدل بعبدا قصّة نائب مُتعدٍّ يدعى نقولا فتوش، لكنّها أيضاً قصّة مجلس نيابيّ بأمّه وأبيه ما لبث يسيء استخدام سلطته، ويسيء استخدام الثقة التي منحها إيّاه المواطنون.
مجلس نيابي يلهف الرواتب والمخصّصات، من دون أن يقوم بالجهد التشريعي المطلوب منه. مجلس نيابي يستقوي على المواطنين وحقوقهم، لكنّه أصغر من أن يمسّ أرباحٍاً غير شرعيّة ليقرّ حقوق الأساتذة والموظفين والعسكريين بسلسلة رتب ورواتب.
الصفعة التي تلقّتها الموظّفة اليوم ليست إلا مشهداً ملموساً عن الصفعات التي نتلقّاها كلّ يوم, حين نقبل بمجلس نيابيّ من هذا النوع.
الأسبوع الفائت، نزل مواطنون إلى الشارع رافعين راية “حراميّة ونص”، قاصدين النوّاب بها. كنّا نحسبهم حراميّة وحسب، وإذ بهم مُعتدون وقليلو الأدب أيضاً.
