IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 14/08/2022

قداس في كنيسة “أبو سيفين” تحول إلى محرقة مدينة الجيزة. أول الفرضيات خلل كهربائي في أحد أجهزة التكييف أدى إلى حريق أودى بحياة أكثر من أربعين شخصا بينهم أطفال قضى معظمهم اختناقا، واخر الفرضيات استبعاد العمل الإرهابي ونجاة مصر من أتون نيرانه فيما بقي احتمال أن يكون الحريق مفتعلا، وهو ما ستبينه التحقيقات الجنائية وما جرى شبه لنا أنه في لبنان بحوادث تكررت مع تخزين المواد الحارقة بين البيوت.. مع فرق أن اللبنانيين استحصلوا على إقامة دائمة في جمهورية جهنم فلا كنيسة قريبة تشفيهم.. ولا التضرع لأعجوبة ينتشلهم من قعر الجحيم في دولة محكومة من ائتلاف المجرمين والفاسدين وسارقي فلس المودع فتبت يدا أبي لهب.. والسلطة حمالة الحطب.. في الدولة القابضة على أرواح مواطنيها رفعت الصلوات والعظات على نية تأليف حكومة صارت في خبر كان.. بعدما تقدم المبتدأ الرئاسي كل استحقاق ومن قداس أحد الحياد قال البطريرك الراعي إن الشعب يحتاج رئيسا يسحب لبنان من الصراعات ولا يجوز في هذه المرحلة أن نسمع بأسماء مرشحة ولا نرى تصورا لمرشح قدم الراعي برنامج الرئيس على ما عداه.. وتولى المطران الياس عودة تحديد المواصفات بأن يكون متخليا عن ذاته وأنانيته صاحب هيبة يعيد إلى الدولة هيبتها وسيادتها واستقرارها وأن يحسن اختيار وقيادة فريق عمله.. رئيس يحترم الدستور والقوانين متحرر من أثقال المصالح والارتباطات.

وبهذه المواصفات غير المطابقة للعهد القوي أسقطت من يد العهد اخر أوراقه بسقوط إسم رئيس التيار جبران باسيل من لوائح الشطب الرئاسية وقد قدم بالأمس أوراق الاعتماد من الديمان ووقف أمام المراة محددا مواصفات الرئيس القوي بكتلة نيابية ووزارية تدعم الرئيس وتقوي صلاحياته وكاد يقول الحرف الأول من اسمه “جبران باسيل” لكن الرئيس إن أتى من كتلة نيابية وازنة أم منفردا.. أكان قويا أو مقطوع الحيل فصلاحياته محفوظة وهو يملك الحق الدستوري في التوقيع من عدمه.. وجوارير بعبدا على رؤوس الأشهاد ومطلق من تولى سدة الرئاسة الأولى.. فإنه سيجلس على كرسي بتركة ثقيلة من أزمات أودت بالبلد إلى الانهيار وسيواجه من طبقة سياسية فاسدة لن تغير جلدتها بالمحاصصة المذهبية والطائفية، وبالإمساك بمفاصل البلاد ومرافقها وبالتكافل ستستمر في سرقة ما تبقى من أصول الدولة وودائع الناس حتى القرش الأخير وأمام هذه الصورة القاتمة لسلطة القتل والنهب.. فإن المجتمع الدولي ببنوكه وصناديقه يبدو أنه “شمع الخيط وهرب” إلى معالجة أزمات بدأت بالحرب الروسية الأوكرانية ولن تنتهي في المضيق بين تايوان والصين معطوفة على تعدد الأقطاب والحرب الاقتصادية الباردة بين ثلاثي الكوكب: أميركا وروسيا والصين وما بين الثلاثي فإن وحدة أوروبا تتفكك.. وبعد صيف حار ينتظرها شتاء قارس والقارة العجوز أصبحت بلا طاقة.