IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 18/08/2022

غواصة هندية رست في المياه الإقليمية اللبنانية ليست لسبر أغوار الثروة النفطية بل للتنقيب عن بقاياً من لحم ودم مدفونة في قاع بحر جهنم منذ أربعة أشهرعلى فاجعة زورق الموت وبنهاية هذه المأساة فإن الرياح الحكومية لم تسر كما اشتهت سفن لقاء بعبدا وما إن تبدد الشوق حتى ظهر كيد العزال فأطاح التيار بالأجواء الإيجابية وطفت على صفحة التشكيل “قشّة” تمسك بها الوطني الحر لاستئناف التعطيل من حيث لم يقف بالاستناد على قول الرئيس المكلف في العديد من مجالسه “مش حرزانة نشكل حكومة” أما رياح التغيير فهبت على صلاحيات الحكومة ووصفت مصادر التيار في انتقال الصلاحيات كاملة بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية لحكومة تصريف الأعمال بالطهوجة والهلوسات الدستورية التي تأخذ البلاد إلى الفوضى. مرصد السرايا التقط الإشارة ووصفت أوساط حكومية كل محاولات التشويش على مساعي الرئيسين لتشكيل الحكومة ممجوجة ومكررة ومع الحق لأي طرف بإبداء الرأي فالتشكيل محصور بالرئيسين عون وميقاتي ولتتوقف عملية التشويش والطهوجة السياسية عبر تسريبات معروفة المصدر والأهداف. اقتضى التصويب على التصويب بين التيار وميقاتي والنار الحامية تحت الأجواء الإيجابية حرقت الطبخة الحكومية وإلى أن تعود الطيور المهاجرة في موسم التأليف بعد التكليف فإن الدولار الجمركي كان اليوم نجم ساحة النجمةحكومة تصريف الأعمال قدمت موازنة عائمة على أرقام غير مطابقة لمواصفات المرحلة وجعلت للدولار الجمركي سقفاً من عشرين ألف ليرة ورمت بالكرة في ملعب لجنة المال النيابية وبضربة مرتدة أعطت اللجنة فرصة أخيرة للحكومة ووزارة المال حتى الأسبوع المقبل لتقديم موازنة أقرب إلى الواقعية لا وهمية ولا تأخذ من الناس ما تعطيهم من مساعدات وإعفاءات وبمعنى أوضح قال رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان إن مهلة الأسبوع هي للوصول إلى أرقام حقيقية للإيرادات والنفقات وأثر الدولار الجمركي والضريبي على المواطنين ومطلوب “ميزان جوهرجي” لتأمين استمرارية الدولة ونحن “أم الصبي” ومسؤولون عن الشعب وحاجاته ونرفض تحميل المواطنين ثمن أي إجراء أو قرار حكومي.وبعد البلبلة التي أثارها تسعير الدولار الجمركي على عشرين ألف ليرة ترأس ميقاتي اجتماعاً بعد ظهر اليوم في السرايا ضم عدداً من الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية تم خلاله معالجة تأمين المحروقات للقوى العسكرية والأمنية كما عقد ميقاتي اجتماعاً مع وزير المال يوسف الخليل للبحث في ملف سعر الصف المحدد على الاستيراد والالتباس الذي تسبب به تسريب كتاب رئيس الحكومة الموجه إلى وزير المال. ومن الرقم المسرب ضاعت لجنة المال النيابية بين الأرقام وطالبت بالواقعية وأن يكون سعر الصرف منطقياً في الموازنة إذ لا يمكن زيادة سعر صرف فوق آخر فما بال السلطة كل السلطة بأسعار صرف تتقلب على 1500 و 8000 و20000 مضافاً إليها سعر صرف صيرفة الذي ارتفع اليوم الى 26700 ليرة والسوق السوداء الموازية ومنصات لاحقتها وحدة الاستقصاء في الجديد حتى عقر دارها وبالملموس صوتاً وصورة وثقتها ولم يحرك أحد في الدولة ساكناً. وما بين الواقع والوهم تبين أن الارقام الوهمية للموازنة كشفت عن فروقاتٍ في العجز لن تقف عند حدود 9 مليار ليرة لا بل تعدتها الى 19 مليار ليرة. في كل نظريات الحساب واحد+واحد يساوي اثنان إلا في لبنان يساوي 11. ومن حسن حظ آينشتاين أنه لم يعش في عصر جهابذة لبنان