IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 10/02/2023

تعاقد الزلزال المدمر مع عداد يومي للضحايا..حيث إن خط الموت بدأ رحلة الخمسة والعشرين ألفا، وقفز المصابون عن سلم المئة ألف فيما.. المشردون ناهزوا عشرين مليونا على ضفتي سوريا وتركيا وإذ ينذر العداد بأرقام مضاعفة.. فإن الكارثة فتحت خطوطا إنسانية على جبهتين:

– أميركية وسورية فقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا موقتا بهدف إيصال مساعدات إلى السكان المتضررين وفي أسرع وقت ممكن موضحة أن هذا الإجراء “يسمح لمدة مئة وثمانين يوما بجميع الصفقات المتعلقة بمساعدة ضحايا الزلزال التي كانت محظورة بموجب العقوبات وفي خطوة غير مسبوقة من الجانب السوري..
وافقت الحكومة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى منكوبي الزلزال في جميع المناطق خارج سيطرتها في شمال البلاد وتقدم المنحى الإنساني في كارثة القرن، يوازيه الأمل الذي لم ينقطع بالعثور على أحياء، وبينهم سبعة أطفال كتب لهم عمر جديد في الساعات الماضية هو زمن الأعجوبة على أرض سويت تحت الأرض،

وتركت المآسي لتدون كالنكبة في كتب التاريخ وبخلاف السكان اللبنانيين الذين وقعوا تحت فيالق وارتدادات.. فإن الزلزال المرعب لا يبدو أنه ترك أي أثر على السكان من السياسيين “وما انهزوا”، إذ يعطي “ريختر الحكام” في لبنان أن السلطة وفروعها من الأحزاب، وضمنا المعارضون، وتاليا المصرفيون.. لم يتواجدوا فوق قشرة الأرض أو يتأثروا بصفائح ما تحتها أما اللف والدوران السياسي الاقتصادي فيستمر في حركة ناشطة مع كتل خلافات رئاسية تطيل عمر الشغور وارتفعت أمواج الخلافات بين أكبر كتلتين مسيحيتين.. ليس على الرئاسة وحسب بل على الجلسة التشريعية الأسبوع المقبل، والتي سيحضرها التيار وتقاطعها القوات وقد ضبط سمير جعجع خصمه جبران باسيل بالشرك التشريعي المشهود، وأخذ عليه نقاطا قال إنها أوقعت أضرارا بالمسيحيين من خلال مشاركته في جلسة تشريعية لم يعط الدستور حقا بإلتئامها…

وهذا الصراع الماروني-الماروني  الذي اهز معه  قبر  مار مارون في براد حلب على ذكراه.. إنما يتجدد مع كل نزاع على التمثيل والمواقع والتشريع والصلاحيات ويسجل تاريخ ما قبل الطائف أن الزعامات المارونية كانت تتنافس تحت سقف حماية الموقع والرئاسة، وأنها من كميل شمعون إلى بيار الجميل فريمون إدة وسليمان فرنجية، ومن الحلف الثلاثي وكتلة الوسط إلى النهج والشهابية، كلها خاضت انتخابات الرئاسة كرجالات دولة.. تختلف، لكنها تنسحب لبعضها حينما تدق ساعة الاستحقاق…

وهذا ما يؤرخه الصحافي نقولا ناصيف في حديث إلى الجديد.. إذ يكشف عن زمنين انتخابيين انسحب فيهما الماروني لخصمه عام اثنين وخمسين وعام سبعين، لأنهم كانوا يعتبرون أن تنافسهم أقل من قدسية الاستحقاق تغيب الرجالات والزعامات بقيمها وقدوتها..

وتحضر اليوم خيالات رجال، وأنانيات ونكايات، ومدعو ممثلي طائفة، وأشباح مرشحين، يتخفون وراء محاور ودول والخلافات تتوسع على الرئاسة كما جلسة مجلس النواب وأزمة المصارف الموعودة بجلسة الخميس المقبل قد يطفي فيها إقرار قانون الكابيتال كونترول الغضب المصرفي المستمر بالإقفال والإضراب، والآخذ في التصعيد، ووقف كل الخدمات المصرفية وتغذي المدعية العامة الاستئنافية القاضية غادة عون هذا التصعيد بإصرارها على تنفيذ قانون رفع السرية المصرفية بمفعول رجعي وهي طلبت رفعها عن رؤساء مجالس وأعضاء ومساهمين في سبعة من كبار المصارف، منذ مطلع عام ألفين وستة عشر حتى اليوم وهذا الإجراء قد يشمل مساهمين من جنسيات عربية وخليجية واليوم أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن الكابيتال كونترول بات في مراحله الأخيرة أمام مجلس النواب…

وقال سلامة لقناة الشرق: عند انتهاء ولايتي سأطوي صفحة من حياتي وأنطلق خارج المصرف المركزي.