IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الثلثاء في 2023/02/14

مات مخايل الضاهر، عاشت الفوضى. فالعبارة الشهيرة لمساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ريتشارد مورفي “مخايل الضاهر أو الفوضى”، عمرت أكثر من ثلاثة عقود، ولا تزال صالحة للاستخدام في كل زمن رئاسي، لكن مع اختلاف المرشحين واللاعب الخارجي.

توفي الضاهر اليوم ولم توافه المنية الرئاسية، لكن الوفاة حكمت الموقع الماروني الأول، من التمديد إلى الفراغ القاتل وخطف الجمهورية من أقطاب مقررين، وإذ يعيش لبنان فراغ الرئاسة للمرة الثالثة بعد الطائف، فإن هذا الشغور صامد لا تهزه تحذيرات وإنذارات دولية وإن بلغت العقوبات.

وضع “المشرعون” الدوليون والعرب مقاييس ومسؤوليات، وخاطبوا السلطة اللبنانية على وقع التهديد بالمقاطعة، وثابتة “ساعدوا أنفسكم لنساعدكم”، غير أن هذا التحذير لم تظهر له كدمات على الأجسام السياسية اللبنانية المجهزة بآليات تدميرية للإصلاحات المطلوبة، وعلى هذا المسير، يستمر الشغور وتتلاشي فرص انتخاب الرئيس، ويستأنف عراك الجلسة التشريعية الأسبوع المقبل، بحيث أصبحنا ضحايا اجتهادات وهرطقات وأعراف تبعا لتوصيف الصحافي الدستوري نقولا ناصيف عبر الجديد، والذي أكد ضرورة التشريع وتحمل المجلس مسؤولياته في زمن الفراغ.

والفراغ في المواقف ارتسم اليوم على بيت الوسط. وأمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ممن اغتيلوا يوم الرابع عشر من شباط ألفين وخمسة. وبحلول الذكرى الثامنة عشرة للاغتيال حل الرئيس سعد الحريري ضيفا بكاتم صوت، يخطب ود الجمهور لكنه لا يخطب فيهم، يلتقط الايادي التي هتفت له، يستعرض مسرح الضريح ثم يعود إلى منزله بعيدا عن عدسات الكاميرا اللاصقة. وفي بيته فهو ليس في الوسط، بل محايدا لا يعاقر السياسة عن قرب وعن زواريب ضيقة، يستقبل المفتي وجنبلاط ووفدا قواتيا ووفودا بيروتية بوصفه نائيا بنفسه عن كل صراع داخلي، وهو قال للإعلاميين ومن دون إعلام مصور إنه يترك العمل السياسي إلى الجيل الجديد. واضاف للصحافيين: ان الطبقة السياسية الحالية واضح انها لم تنجح، لذلك يجب علينا البحث عن دم جديد “واعتبر ان كل طرف قرر ان يحمي حقوق طائفة، حرق دينها. وقد التفت حول الحريري اليوم صفوف الماضي من المستقبل، وتجمهرت وفود حول الضريح معلنة الولاء لسعد ومثبتة وجوده كزعامة سنية لم يغيرها شكل هزيل او قامة تغيرت ملامحها.