وتعطلت لغة اللجان.. ودخلت الاشتراكات الطائفية عمق الاجتماع فسوته بالأرض وأقعدته الى جانب المؤسسات المعطلة وبينها مجلس النواب رأس المنتديات الديمقراطية.
هي فصول ضربت لجانا وحكومات ورئاسة جمهورية وأقسمت اليمين الدستورية على ألا تقوم قيامة لهذا البلد وتتوالى الجرائم في حق اللبنانيين ولن يكون آخرها جريمة نيابية قصدية انتهكت اللجان المشتركة وحولت مسرحها الى خراب وذلك بعد ظهور عوارض طفحت على الجلدة النيابية المسيحية تسببت بها بقع من الفيول العراقي…
وخلال الاجتماع وعن سابق تنسيق وتحضير، تصلبت الكتل وانسحب نواب التيار الوطني والقوات اللبنانية والكتائب اعتراضا على مخالفة دستورية تتعلق بمرسوم الفيول العراقي الذي تعتريه شوائب دستورية وميثاقية أهمها آلية التوقيع.
قاد جبران باسيل الزعامة السياسية على الكتل الواردة أعلاه، وفند مخالفات اتهم ميقاتي بارتكابها.. قبل ان يلتحق به نواب ذرفوا بحات حناجرهم على رئاسة الجمهورية والصلاحيات والميثاقية والمسار الدستوري وجلسات الحكومة..
ومن ثم “ولعوا” الجلسة بالفيول العراقي وأحرقوا تواقيع المشاريع وأقفلوا بوابة اللجان على ملحم ونجاة.. وفروا عائدين الى مواقع التعطيل وقبل المغادرة لم يفتهم إضرام النيران في القاضية غادة عون التي استهدفت قواتيا على وجه التحديد لأنها رفعت الصوت في وجه النائب زياد حواط.
وقد طالب نواب كتلة الجمهورية القوية بإعلان عدم أهلية القاضية عون. وعدم الاهلية إنما هو اجراء احترازي يجوز على جميع من يحكم بلدا أصبح متفلتا من كل الضوابط ليرته في الأرض، ودولاره بدأ رحلته الى المئة.. وعملته الجمركية تنطلق غدا نحو دولار الخمسة والأربعين ألفا…
أما القاضية المأهولة عونيا فقد وضعت لها النيابة العامة التمييزية اليوم ضوابط وقيودا جمدت اعمالها حتى اشعار قضائي آخر وعلق القاضي غسان عويدات مهام النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان طالبا منها وقف التحقيقات والاجراءات التحقيقية والاستقصائية “موقتا” في ملف المصارف إلى حين بت القضايا المثارة بحقها وهذا التدبير القضائي المتأخر يحتاج الى قرينة متابعة بقلم عويدات نفسه، لناحية استكمال مساره في سحب هذا الملف من أيادي ملوثة سياسيا.. وبالتالي رفض استخدام حقوق الناس لمصالح حزبية ضيقة يمثلها حصرا التيار الوطني الحر ومنعا للانفلات من العقاب، سواء في المصارف أو المستثمرين في أسواقها.. فإن هذا الملف ينتظره قاض نزيه يمتلك المؤهلات والحصانة والمناعة ضد الجلدة السياسية ويبقى في منأى عن الاعمال الحزبية التي تحمل “فيروس” الانتقام والحقد وتؤجج الارقام بالمليارات، من دون ان تصل بملف واحد الى خواتيمه وبفعل المناكفات لسنوات.. فإن القضاء لم يحاسب اي متهم قاد البلاد الى الانهيار سياسيا ومصرفيا، وحتى من قلب هيكل القضاء نفسه..
ولم يصلنا من غادة عون وجناحها الاعلامي سوى كلام منزوع العقل.. فهي التي قبضت على تسعة مليارات دولار من الراحل ميشال مكتف قبل ان تعلن منذ ثلاثة ايام ان لديها معلومات في ملفه عن خمسة مليارات.. حيث طارت بالأربعة
والمناكفات على الجبهة السياسية استؤنفت هذا المساء بين ميقاتي وباسيل حيث بدأ القصف العشوائي من منصة ميرنا الشالوحي ليرد عليها بالمضادات من مرتفعات البلاتينوم .
والاختلاف على المحاور القضائية والسياسية لا يفسد للسياسسين قضية حيث تم التوافق على ملف وحيد في البلاد الفارغة ولم يعترض اي من الكتل والاحزاب على الاطاحة باللواء عباس ابراهيم فالرجل الوحيد الذي يتحدث مع كل الناس .. اصبح خارج المديرية , ووضع الرئيس نبيه بري نهاية لقيادي شجاع.