IMLebanon

مقدمة تلفزيون “الجديد” المسائية ليوم السبت 23 كانون الأول 2023

هو طوفان أقصى الدولة عن مجاريها و حجر عليها في الكرنتينا وببنية مهترئة كحال المسؤولين فاض نهر بيروت عن منسوب الإهمال بعد سنين عجاف حولته إلى ممشى وموقف للسيارات أمواجه جرفت المواطنين بسياراتهم وأرزاقهم وحملت معها الأتربة وكل النفايات المتراكمة إلى مصب سدت مجاري تصريفه بفعل فاعل وبتقنيات مجرور الرملة البيضاء وأمام الطوفان الذي ضرب كل لبنان لم يتحرك حس المسؤولية عند مسؤولين كانوا يحيون ليلة الجمعة كل على مزاجه ولم تصل إلى مسامعهم لا صرخات الاستغاثة ولا تلقى أحد منهم إشارات النجدة التي بثها وزير الأشغال علي حمية من تحت الماء قبل أن يتوجه صعودا لجرف الثلوج المتراكمة تحركت ورش حمية فيما وليد فياض وزير الطاقة والمياه المعني الأول بشؤون الأنهار ومجاري التصريف “غطس” بالنوم وعلى ضفاف الكارثة من نفق المطار إلى أوتوستراد ضبيه مرورا بالكرنتينا ومصب نهر بيروت انطلقت حرب الاتهامات بسلاح الصلاحيات وكل من موقعه رمى حجرا في الأرخبيل اللبناني ورجم الآخر بتهم من عيار التقاعس فاستنفرت لجنة الأشغال النيابية بعد وقوع الكارثة وقررت استدعاء حمية وفياض إلى جلسة مساءلة في مجلس النواب فيما ذهب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى المصب تفقد المصيبة ووجه التحية الى عناصر الدفاع المدني واطفائية بيروت وقال إن ما حصل سيكون محور ملاحقة إدارية وقضائية لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين. كان اللبنانيون ليصدقوا وعود المحاسبة بعد العاصفة لو ثبت على مدى عقود من الفساد إحالة متورط إلى القضاء وإجراء المقتضى لكن في ظل حكومة عاجزة عن تصريف المياه فكل الكلام عن المحاسبة لا سوق يصرف فيه ما دام ” التمريك” شغال وفيه فعل وزير الطاقة عدادات العام المقبل على وعود جبران باسيل العرقوبية بأن تكون السنة المقبلة سنة كهربائية ” وبدو يولعها” . والسلطة المختلفة على تصريف اعمال حكومية اصبحت اليوم تخاطب اللبنانيين من فوهة مجرور ، وحق المواطنيين بعد ان اغرقهم بالطوفان بالامس ان يسدوا على حكامهم كل الريغارات السياسية . لبنان غرق في شبر فيضان فيما حدوده الجنوبية على فوهة بركان والاعتداءات الإسرائيلية تتمدد وتتوسع لتتطال بيوت المدنيين وإذا كانت بيروت قد فاضت بنهرها فإن الاحتلال وسع بيكار القصف ليطال جسر الخردلي عند خاصرة نهر الليطاني والرابط بين محافظتي النبطية ومرجعيون ونقلا عن وول ستريت جورنال فإن الرئيس الأميركي جو بايدن أقنع بنيامين نتنياهو بعدم توجيه ضربة استباقية لـحزب الله محذرا من أنها ستؤدي لحرب إقليمية واسعة. لكن الجبهة الجنوبية موصولة بحبل الخلاص في غزة وعن الحرب عليها قالت صحيفة واشنطن بوست إن إسرائيل شنت في غزة واحدة من أكثر الحروب تدميرا في هذا القرن في حين نشرت صحيفة معاريف أن إسرائيل عالقة في حرب بلا أفق وأن نتنياهو ليس لديه خطة لأي شيء سوى إرضاء الائتلاف والعائلة. ونتنياهو المرفوع على الكف الأميركية في أكبر صرح دولي تمنع كل قرار لوقف إطلاق النار وقد أتت جلسة الأمس في مجلس الأمن لتثبت أن البيت الأبيض شريك فعلي في الحرب باستخدامه حق النقض بوجه أربع عشرة دولة نادت بإسكات آلة الموت واستقر الأمر على مساعدات إنسانية لن تصل إلى وجهتها وإلى ثمانين بالمئة من أطفال غزة يعانون من فقر غذائي حاد بحسب تقرير لليونسيف. وإذا كانت إسرائيل قد وضعت أهل القطاع هدفا لحرب الإبادة فإن المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها وإمكانياتها ثابتة في الميدان وبعد لعنة الشجاعية التي أصابت نخبة النخبة في لواء غولاني وأفقدته أربعين بالمئة من قوته ودفعته إلى الانسحاب من أرض المعركة فقد أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام فقدان الاتصال بمجموعة مسؤولة عن خمسة أسرى صهاينة سرعان ما تبين أنهم : كانوا لا يريدون أن يشيخوا لكن نتنياهو أراد لهم الموت.