IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 2/12/2017

يكاد لا يخلو نهار من دون تكشف المزيد عن ليل سعد الحريري في السعودية، ولما أحال زعيم “الحزب التقدمي” وليد جنبلاط، مهمة شهرزاد إلى روائي موثوق به هو النائب وائل أبو فاعور، فقد كشف ابن الجبل عن ليلة اللقاء مع موفد الأخ الشقيق للرئيس سعد الحريري، وأعلن أن مبعوث الشيخ بهاء قدم لنا مبادرته السياسية بأن يتسلم الابن البكر زمام المبادرة، لأنه متحفز للعب دور سياسي، لكن جنبلاط انسحب من الاجتماع لدواع مرضية. ورأى أبو فاعور أن الرئيس الحريري لم يكن على علم بهذا الطرح، بل إنه كان مستهدفا به.

وإذ نفى أبو فاعور تطابق هذا الطرح مع الإيعاز السعودي، أكدت مصادر موثوق بها ل”الجديد” أن المملكة كانت وراء إيفاد الموفد وطرح الفكرة، وأن بهاء الحريري سبق ونسق هذا الأمر مع جاريد كوشنير، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأكدت المعلومات، وفقا لمصدر رفيع الاطلاع، أن التواصل مع الرئيس سعد الحريري كان قد قطع من يوم سبت الاستقالة الأسود إلى فجر الأحد، وأنه كان مخطوفا لا محتجزا فحسب، وهذا ما دفع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى القيام بخطوة استباقية كانت تستهدف خوض حرب إلغاء على العهد، من خلال توقيف رئيس حكومة العهد.

خاض الرئيس أكثر معاركه ربحا، وساندته في بيروت والخارج قوى آمنت بأن رئيس الحكومة كان تحت شدة سياسية، وبعض المؤمنين والحجاج السياسيين إلى السعودية، سمعوا في خلال لقاء مع الملك سلمان بن عبد العزيز، أن لدى المملكة ما يكفي من الأبناء، وأن ذريتها لم تعد تتسع للوافدين من الأبناء. كل هذا ساهم في دعم قضية الدفاع عن الحريري ابن “لبنان أولا”.

ومن بين الأدوار الفاعلة التي أحبطت عملية نقل الرئاسة إلى بهاء الحريري، كان النائب وليد جنبلاط الذي رأى أن بيت الشهيد رفيق الحريري لن يتجزأ، وهو مع هذه العائلة واحدة موحدة متضامنة، لا يفرقها طموح مغامر.

لكن الحلقة المنقوصة لدى الجميع اليوم، هي في السؤال عن الاتفاق الذي أبرم بين الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون وولي العهد محمد بن سلمان، الذي قضى بتحرير الحريري، فرئيس الحكومة عاد صامتا والغرب احتفظ بالسر، فيما بدأت في باريس أولى مراحل العودة عن التريث، في لقاء جمع الحريري بوزير خارجية الأزمة جبران باسيل. وفي وقت تردد أن الحكومة سوف تجتمع الثلاثاء، علم أن الوزراء لم يتبلغوا بعد أي دعوة.

 

لكن الحدث ليس في مجلس الوزراء، بل في صنعاء، مع خيط ترابط رفيع من بيروت إلى اليمن، مرورا بالانقلاب الذي ربما يشكل حلا لأزمة السعودية في حرب جرت الويلات والأمراض واستنزفت مقدرات المملكة. فخصم السعودية علي عبد الله صالح انقلب على الحوثيين وسيطر مقاتلوه على صنعاء.