IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 28/3/2015

newtv

على سبيلِ الرئيسِ وقبلَ أن يَحمِلَ اللبنانيُّ الخَنجرَ اليمنيّ مِنَ العِبرة لفتُ انتباهه الانتخابيّ إلى أنّ نيجيريا دولةُ المئةِ والثلاثةِ والسبعينَ مِليونَ نَسَمة .. بلدُ بوكو حرام مولودِ داعش الشرعي .. دولةُ الخطفِ واختفاءِ التلامذة قد أجرتِ اليومَ انتخاباتٍ رئاسيةً وفَتحت صناديقَ الاقتراعِ حتى في أخطرِ الأقاليمِ الشَّمالية   لكنّنا في لبنانَ وبتَعدادٍ لا يربو على أربعةِ ملايينَ نَفتقدُ هذه الميزةَ وننقسمُ اليومَ  هل نؤيّدُ صنعاءَ أم نوالي عدَن قضيةٌ عربيةٌ مشتركةٌ يَحُلُّها عُربانُها  فأيُّ تيارٍ يجَرُفُنا الى البحرِ الأحمرِ قبل أن نتدبّرَ أمورَنا على المتوسّط  فنُنجزَ  رئيساً ونُطلقَ عاصفةً لحزمِ السلسلة وعودةِ أبوابِ مجلسِ النوابِ إلى التشريعِ وإقرارِ موازنةٍ مفقودةٍ منذ عشْرِ سنين  والتفرّغ لحلِّ مِلفِّ العسكريينَ وتهدئةِ خواطرِ الناس لكنّ اليمينَ واليسارَ والوسَط أصابَهم دُوَارُ عُشبةِ القات الخضراءِ  وبدأت حربٌ تناصرُ فريقاً على آخر  وإذا كان دفاعُ الرئيس سعد الحريري عن سعوديتِه مفروغاً منه  فإنّ ظهورَ الأمينِ العامِّ لحزبِ الله السيد حسن نصرالله تعتليهِ الانفعالية   فهذا أيضاً لا تبريرَ له سوى تقديمِ المنطقِ الإيرانيِّ  لكنّ مفاوضاتِ لوزان برؤوسِها النوويةِ لم يُعكّرْ صفوَها أنينُ اليمن  وها هم أطرافُها سواءٌ من طهران أو المجتمعِ الدَّوليّ يطلقونَ إشاراتِ التقدم  حتّى انّ روسيا تحدّثت عن نسبةٍ من الايجابياتِ تَجاوزت خمسينَ في المئة  فيما أكدت إيرانُ ثقتَها بحلِّ كلِّ القضايا في المفاوضات  فحربُ اليمن لن تندلِعَ في لوزان  لكنّ تأثيرَ المِلفينِ معاً سيكونُ على إسرائيلَ حصراً ومن هنا يُفهمُ مدى أهميةِ اتصالِ بوتن بروحاني ونتانياهو من جهةٍ  وتواصلِ الأميركيين معَ إيران وإسرائيلَ مِن جهةٍ أخرى وتؤكّدُ حرارةُ الاتصالاتِ الروسيةِ الأميركية أنّ إسرائيلَ هي المستفيدُ الأولُ والمعنيةُ بما يَجري على الساحةِ اليمنية  حِفاظاً على قاعدتِها في إرتيريا والثانية في جيبوتي الأقربِ إلى عدَن  وعليه فإنّ ما يحصُلُ اليومَ يَحمي إسرائيلَ مِن وجودِ ايرانَ في اليمن على أنَّ الإيرانينَ الذين يفقهونَ لعبةَ التفاوض بالنووي  لم يَستفيدوا من التفاوضِ على تقدّمِ الحوثيينَ في اليمن .. أخذتْهم نشوةُ الزحفِ نحوَ المضائقِ إلى أن طَرقَ الخوفُ أبوابَ مدنِ الخليج  لم تفعّلْ طهرانُ حوارَ الحوثيينَ والسلطةِ اليمنية فطاردت الرئيسَ بينَ القصرَين وحوّلت له جنةَ عدَن إلى حطام  ولو وافقَ الإيرانييونَ على الحوارِ  لاقتَسم الحوثيونَ السلطة باعتبارِهم مِن نسيجِ اليمن وليسوا قوةً إرهابيةً مارقة  أمام هذه الحساباتِ جاءت إطلالةُ السيد نصرالله أمسِ غيرَ مسبوقةٍ لناحيةِ الانجرافِ إلى التوتر لأنه عندما يُمنِّي اليمنينَ بالنصر والقتالِ والنضال فإنّ دعوتَه تلك ستضرِبُ يَمنياً بأخيهِ اليمني  ما دام مَن يَغزوهم جوا لم ينزلْ بعدُ على الأرض  فالشعبُ اليمني الذي يعاني الجوعَ والقهر  والممنوعُ عليه دخولُ مجلسِ التعاون  لن يكونَ في عوَزٍ الى قتالٍ أهلي أكثرَ مما هو موجود .. ويضافُ إليه اليومَ الغاراتُ العربية التي تقتلُ الجميعَ مِن حوثيين ومدنيين  اليمنُ في عوَزِ اليوم إلى التوافقِ والحوار لا الى تأجيجِ الحروب التي يدخل على خطِّها علي عبد الله صالح لينتقمَ مِن سلطةٍ ضاعت ونهَبَ مِن أموالِها ما يفوقُ على ستينَ مليارَ دولار .. ويعودُ اليوم من بابِ الثورة التي أقلتْه سابقاً الى منزلِه. فلا الحربُ العربية على اليمن اليوم مشروعة .. ولا التدخلاتُ الخارجيةُ محقة .. وكفى هذا البلد.