IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المنار” المسائية ليوم الجمعة في 24/11/2023

من فم النار والدمار والحصار والارهاب والقتل والتهجير انتزعت غزة هدنة الايام الاربعة ، ورفعت شعلة ساطعة على درب الانتصار النهائي .

هي ليست هدنة بمعناها الحرفي بل اعلان خسارة للعدو لانه لم يحقق اهدافه المعلنة لعدوان دام ثمانية واربعين يوما امام مقاومة تملي شروطها ولا تزال في كامل التنسيق والجهوزية وادارة الميدان ، وان عدتم عدنا…

اما شعب المقاومة في غزة ، فسابق الشمس الى الشوارع والطرقات متجها الى الاحياء والحارات لتفقد المنازل والارزاق ومواصلة البحث عن الشهداء والجرحى تحت الانقاض ، والاحتفاء بما انجزه ضد المخطط الاميركي الصهيوني لاقتلاعه من ارض الاجداد المجبولة بالدم والتضحيات.
وبعدما تناسى العالم الاف المعتقلين والاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، اجبرته المقاومة اليوم على مشاهدة كيف ان الحرية تاتي بالقوة والتصميم، وكيف ان تسعة وثلاثين امراة وفتى دون التاسعة عشرة تحرروا بمفاعيل طوفان الاقصى وانجازات السابع من اوكتوبر، على ان يتكرر المشهد هذا الى يوم الاثنين ليكون نحو 150 اسيرة واسيرا فلسطينيا بين احضان عيالهم واهلهم.
في نسائم الانتصار اليوم ، شركاء كان لهم الشكر من كل فلسطين ، ما هانوا وما بخلوا، من المقاومة الاسلامية المساندة على الجبهة الحدودية اللبنانية حتى اخر دقيقة بدك مواقع الاحتلال واشغال قواته بالقوة والنار المناسبتين ، الى اليمن العزيز المتوثب قوة وشرفا واقداما فوق البحر الاحمر وصولا الى ايلات ، فالعراق المصر على مخاطبة الاحتلال الاميركي بلغة النار ، فسوريا الصمود..
ومن الشركاء الحقيقيين اولئك الملايين الذين ما كلت حناجرهم من الهتاف باسم فلسطين ونصرة اطفالها وما برحوا الشوارع والساحات تنديدا بالانحياز الاعمى والمطلق لتل ابيب وعدوانها..
وقبل ان يعرف مصير ومسار ما بعد الهدنة ، يتضح مستقبل الكيان الصهيوني برمته ومصير قياداته الشرهة للدم تاريخيا ، مع انطلاق الانتقادات الواسعة لبنيامين نتياهو بسبب فشله في تحقيق اهدافه وعنترياته ضد المقاومة في غزة ، وجر الكيان المؤقت الى حفرة عميقة من الانكسار في المنطقة ، وسط انسحاق متواصل على درب الزوال الموعود.