IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 26/05/2018

الاستشارات في ساحة النجمة والمشاورات في حارة حريك، أما جوقة التغريد فانعقدت على خط الرابية- معراب. فعلى مرمى ساعات من استشارات التأليف، كانت ساعات من المشاورات بين الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ما كشف من اللقاء تسريع الخطى لتأليف حكومة وحدة وطنية موسعة تعكس التمثيل الصحيح، ومقاربة شاملة للملفات الاقتصادية والمالية والإدارية، والعمل الجاد لمحاربة الفساد، وكلها عناوين فضفاضة على حكومة منتظرة كنيت بحكومة الوحدة الوطنية، لكنها في الأصل ستكون كسابقاتها صورة لمجلس نواب مصغر.

ومصطلح الوحدة الوطنية حمال أوجه و”جسمو لبيس” بعدما تحول مجلس الوزراء بأغلبية مافيا الحكم المشاركة فيه، إلى شريك أو شاهد زور في استباحة وهدر المال العام، وتجيير الأمن وبعض القضاء لكم الصوت المدني المعارض.

وعلى الوحدة الوطنية نفسها، استعرت الحرب الافتراضية بين “القوات” و”التيار”، وجردت الإخوة من قرابة التفاهم. لكنها حرب لن تتخطى التغريد، وتقف عند حدود رفع سقف المطالب، للحصول على عدد أكبر من الحقائب. في حرب “تويتر”، استحضرت لعبة الأحجام، وكل تمسك بحجمه لفرض شروطه، والدفاع عنها بأسلحة من مستوى الإلغاء والعزل والتهميش.

إفتتح “الردح” في الوقت المستقطع لتصريف الأعمال، وزير الإعلام ملحم رياشي، مستعينا بنمرود بابل. فالتقط وزير العدل سليم جريصاتي السهم ليطلقه من جديد، قائلا فتش عن نمرود تجده تحت سقف بيتك. رياشي رد على الرد، لكن قوة الإسناد جاءته من النائب فادي كرم الذي وصف باسيل بالمهزوم. ولو استمرت حفلة الزجل لتحولت من “أوعى خيك، إلى “بيي أقوى من بيك”.

وإذا كان منطق الأحجام هو سيد الموقف، وكل بحسب حجمه يضع شرطه، ما على من يرسب في امتحان الأحجام إلا أن يولي وجهه ناحية المعارضة، بدلا من البكاء على أطلال شعارات العزل والإلغاء.

وفيما الساحة المحلية مأخوذة بحرب التغريد، ثمة من يعيد ترسيم حدود العلاقات في منطقة منزوعة السلاح، حيث ما إن التقت الكوريتان حتى استدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مكانه، معلنا أن لقاءه نظيره الكوري الشمالي المحدد في سنغافورة لا يزال قائما. ترامب ذاهب إلى عقد اتفاقيات مع شبه الجزيرة الكورية، بعد فك ارتباطه بالاتفاقية النووية الإيرانية. وطهران استمهلت أياما لتسوية موضوع الاتفاق. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول إن أميركا لن تتضرر فيما لو عادت إيران إلى المربع الأول ما قبل الاتفاقية، وإن هي هددت فتهديدها سيقتصر على المدى المتوسط لا الطويل. وعليه فإن ترامب وضع الاتحاد الأوروبي في عين العاصفة النووية ليخوض الحرب الأميركية بالنيابة.