IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 13/09/2019

صمتت كل الدولة عن ملف بحجم عذابات الأسرى وجروحهم ومرارة عتمتهم. أطبقت الوزارات المعنية والقيادات عن التصريح وظل اسم الفاخوري عامرا في التداول الافتراضي، لكن جهة واحدة فقط كانت “قد البلد”.. فجمع الأسرى المحررون قواهم وتحركوا باتجاه القضاء في دعاوى، ستتخذ الاثنين الصفة الشخصية أيضا العشرات ممن تحفر على أجسادهم الآم الاعتقال وممن لديهم ذاكرة تطيح كل مذكرات الجلب والإفراج معا.

قرروا التوجه إلى النيابات العامة فيما أعلنت سمراء معتقل الخيام سهى بشارة التي سرق السجن من عمرها عشر سنوات صبا. أن على الدولة طرح مسألة مجرمي الحرب وسألت بتأكيد الجواب: هل عامر الفاخوري المسؤول عن معتقل الخيام وعن قمع حركات التمرد واستشهاد المعتقلين تحت التعذيب، يعد مجرم حرب؟ سؤال بشارة ومعها اسئلة كل من جرب العتمة لم تكن على جدول أعمال أي مسؤول، لكن الأمر يختلف عندما تتعلق القضية بالملف الشخصي فقيادة الجيش سارعت الى تبيان حقيقة الصورة الملتقطة للقائد جوزف عون مع العميل عامر فاخوري، وأعلنت أنها مأخوذة في احتفال السفارة اللبنانية في واشنطن وليس هناك معرفة شخصية بين الطرفين والمؤسسة العسكرية القادرة على تسطير بيانات التوضيح إذا ما تعلق الأمر بالسمعة الشخصية كان عليها أيضا الإفادة مسبقا عن كل مسار القضية بدءا بوصول فاخوري بمواكبة عسكرية وصولا إلى تبيان حقيقة وثيقة الستين عميلا الذين أصبحوا خارج الملاحقة.. لأن الكشف كان فعلا إعلاميا حصرا.. تولته جريدة الأخبار وبعدها شاع السر وتمت ترقيته إلى رتبة الفضيحة ، واستكمالا للواجب الإعلامي فإن الجديد تكشف اليوم عن وثيقة الستين اسما ممن جرى تنظيف سجلاتهم وقد ورد ضمنها المدعو عامر فاخوري وبموجب الوثيقة ثلاث مئة وثلاثة صار من واجبنا نحن اللبنانيين أن نجند أنفسنا لاستقبال العملاء الركن.. وأن يدخلوا لبنان كفاتحين.. وأن ينسى الأسرى المحررون كل ما أصابهم من أسى..

وقد يتبين للقضاء اللبناني غدا أن الإعلام هو من يجرح شعور العائدين الى لبنان ليعمروا في الوطن الغالي تحقق قيادة الجيش اليوم مع عميد واكب عميلا في مطار بيروت، لكن من يحقق في وثيقة ضمت ستين عميلا نظفت سجلاتهم المتسخة وكيف للعميد الياس يوسف أن يغامر بتصرف فردي وأن يقوم بعملية شبه انتحارية ليمرر عميلا من بين قيود المطار الأمنية؟ في إفادته اليوم يدلي يوسف بأنه قام بهذا العمل من تلقاء نفسه أي إنه “تكيس” الجرم أو أنه أفدى بنجومه حتى يحيا الوطن فإذا كان تصرفه هو فعل مبادرة شخصية فإن الأمر أخطر على قيادة الجيش أما إذا جاء الفعل مذيلا بأمر فإن المصيبة ربما تكون أقل ضررا وما دامت الرؤس الكبرى تحتفظ بصمتها فإن الحلول الأسهل قانونيا وشعبيا على حد سواء هي اصطحاب العميل والعميد معا الى ما تبقى من سجن الخيام.. وهناك فليحكم عليهما الأسرى المحررون بالعدل.. وبالمعاملة بالمثل.