IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 24/06/2018

دخلت المرأة السعودية عصر القيادة من باب “دعسة بنزين”، فانطلقت على أربع عجلات متسلحة بضوء أخضر ملكي، تخطت فتاوى المنع والتحريم التي أبقتها ثلاثة عقود وهي تنتظر عند الشارة الحمراء، وذهبت أبعد من ذلك، إلى المشاركة في سباق “فورمولا- وان”.

وبينما بدأت المرأة نفسها التي خاضت غمار الأعمال والفن وكل ميادين الحياة تمارس حقا مكتسبا طال تحقيقه، كان القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري يشق الطريق أمام السياح العرب والخليجيين على عجلتي دراجة ال”هارلي ديفدسون”، حيث استبدل الزي الرسمي بزي سائقي الدراجات، بمبادرة جمعت إليه سفراء ونوابا ووزراء ساروا في قافلة “الغد الأفضل” للتوعية من المخدرات وتشجيع السياحة.

القافلة انطلقت من وسط بيروت وأطفأت محركاتها في المختارة، ولم يعل هديرها فوق صمت التأليف الحكومي الذي أطفئت محركاته، إذ إن “التوربو” الذي أداره رئيس الحكومة اختنق بثاني أوكسيد المطالب والمطالب المضادة، وحتى اللحظة لم ترصد العين المجردة مرسالا جوالا بين بعبدا و”بيت الوسط” ولا جاءت جهينة بالخبر اليقين.

سكت أهل الحل والربط الحكومي عن الكلام المباح، فتكلم راعي الرعية راسما خطوطا عريضة لحكومة متعثرة بالحصص وتقاسم المصالح وإرضاء الزعامات، فالشعب والدول الداعمة بمؤتمراتها يتطلعون إلى حكومة مؤلفة من وزراء تكنوقراط يتحلون بالكفاءة، وإذا كان لا بد من تمثيل للأحزاب والأحجام فليكن على هذا المقياس.

الراعي حذر من عدم إهمال الأكثرية الباقية من خارج الأحزاب والأحجام النيابية، وفي صفوفها شخصيات وطنية رفيعة. ومن باب الاجتهاد ثمة شخصية مطابقة للمواصفات الوطنية قد تنزع فتيل الأزمة “العونية”- “القواتية” إذا ما ترك كل طرف متراسه وتقدم خطوة في اتجاه الآخر للتوافق على دولة الرئيس عصام فارس نائبا لدولة الرئيس، والعمل لإقناعه بالموافقة ولطالما كانت عصمة هذا المنصب في يد فارس، واستحوذ خلالها على احترام وتقدير كل الأطراف حتى بات الشخصية الوحيدة التي يجمع الجميع على احترامها لما لها من أياد بيضاء داخل لبنان وخارجه، أعطت ولم تأخذ، قدمت ولم تطلب.

وإذا كان الكل يرفع شعار محاربة الفساد ويسعى لبناء دولة الأمان والاستقرار، فالإتيان بعصام فارس حلا للمنصب العقدة، هو الخطوة الأولى للإمساك بأول الخيط، خصوصا أن الأزمة باتت بين الثنائي المسيحي: تكتل “لبنان القوي” و”الجمهورية القوية”، وتنذر بحرب إلغاء جديدة “تنذكر” كي لا تعاد على محور كرسي.