IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 16/02/2020

لم يكد محمد الحوت يقلع بقراره تسعير الرحلات بالدولار، حتى اضطر إلى إجراء هبوط اضطراري. وقبل حلول الاثنين موعد تطبيق الدولرة الطائرة، كان رئيس مجلس إدارة “الميدل إيست” يتراجع عن الخطوة بطلب من رئيس الحكومة حسان دياب، وبالتالي يلغي مؤتمرا صحافيا كان سيعقده غدا لشرح التفاصيل التي دفعته إلى هذا الإجراء، لكن الساعات التي انتشر فيها القرار، كانت كافية لأن لا يطلع عليه نهار، وأن غده لم يكن بقريب، لأنه يخالف قانون النقد والتسليف، ويدفع باتجاه احتجاز اللبنانيين في مكان إقامتهم، ولن يحلموا بعد اليوم حتى بـ”وان واي تكيت”.

طار الإجراء الذي “لا يعلى عليه”، وتم إنزاله إلى أرض واقع اقتصادي مرير، لا يسمح باتخاذ قرارات تفاقم البؤس، وتفرض حصارا جويا على اللبنانيين. لكن الخطوة جاءت كضربة من غير رام لجبران باسيل، الذي يتحين الفرصة لاصطياد الحوت الأزرق، فأعد العدة لتقديم إخبار لدى النيابة العامة التمييزية غدا، وقال إنه يطالب منذ زمن بخفض سعر البطاقات من دون تجاوب، “هيدا اسمو احتكار”، وبعد حصر قبول الدفع بالدولار أصبح اسمه مخالفة للقوانين، “فالمصرف بخدمة الدولة ومش الدولة بخدمة المصرف”.

وإذا كان القرار الطائر قد أسقطه حسان دياب، فإن رئيس الحكومة شخصيا يخوض حاليا عصفا فكريا لاتخاذ قرار أكثر خطورة، سواء إذا قرر دفع المستحقات باليوروبوند أو ذهب باتجاه إعادة البرمجة، علما أن قرار التخلف عن الدفع يهدد بإسقاط الحكومة برمتها، وستكون عندها الكلمة للشارع، وما هو مطروح حاليا سوف يساعد عليه فريق صندوق النقد الدولي الذي تردد أنه أصبح في بيروت.

وفي بحر السجال السياسي والاقتصادي، كان الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، أكثر الملتزمين بالحكمة والدعوة إلى فصل مسار الخلافات لإنقاذ لبنان. وقال نصرالله إن “حزب الله” لم يفكر بطريقة حزبية ولا بنفسه وفلوسه “أبدا نحنا مش هيك”، لا بل حملنا هم الناس لأنهم كلهم ناسنا، فنحن بلد واحد، ومصيرنا واحد، ومستعدون أن نتحمل المسؤولية “ومش هربانيين”، وسوف نبقى نتحمل المسؤولية والتضحيات سواء بالدماء أو بماء الوجه. ودعا نصرالله إلى تنحية الخلافات لمعالجة الأزمات، لأننا في السياسة “نحنا مختلفين بكل شي”.

وطلب نصرالله إعطاء الحكومة فرصة مقبولة بالزمن، في إشارة إلى عدم الالتزام بمئة يوم، قائلا للمزايدين في المهل “تعا نحنا جاهزين إنو نعينك ملك ع لبنان إذا بتخلص الازمة بشهر”. وقال: إذا فشلت هذه الحكومة، ليس معلوما أن يبقى بلد لكي يأتي رجل على حصان أبيض. وطلب نصرالله من الذين لا يريدون تقديم المساعدة إلى الحكومة، ألا يشنوا حربا عليها، وألا يحرضوا في الدول العربية والغربية. ورأى أن من يبعث على اليأس يرتكب الخيانة الوطنية.

مقاومة سلمية محلية، أطلقها نصرالله، لهزيمة الحرب المالية، ومقاومة شاملة لمقاطعة أميركا، وليس بالضرورة بالسلاح، بل عبر وسائل قضائية وقانونية وثقافية، ورفع دعاوى على أميركا من قبل حقوقيين عرب، ومعاملتها بالمثل.