IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الاثنين في 17/02/2020

لبنان في صندوق.. وعصف أفكار مالية تشتد رياحها يوم الخميس بوصول وفد صندوق النقد الى بيروت لتقديم الإرشادات الفنية المؤدية إلى ضرائب حتمية. وما يتبين من حصيلة الآتي من الاستشارات أن المؤسسات الدولية تقدم نصائحها التقنية..والشعب يدفع..من ارتفاع ضريبة القيمة المضافة إلى البنزين وفاتورة الكهرباء وفوائد المودعين التي ابتلعتها المصارف.

وبالتزامن مع اجتماع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بجمعية المصارف في البنك المركزي شهد شارع الحمرا اعتصاما رافضا لكل السياسات المصرفية .. وإذا كانت التحركات الاحتجاجية أمام مصرف لبنان قد انبثقت من ثورة السابع عشر من تشرين فإن التيار الوطني الحر قرر الطرق على أبواب المصرف اعتبارا من الخميس المقبل، ونزول الشارع معارضا ومصوبا باتجاه الأموال المنهوبة أو المهربة وقد دعت نائبة رئيس التيار مي خريش الجميع للانضمام الى هذا المطلب وتخطي الخلافات السياسية، وقالت إننا الى الآن لا نعرف قيمة الموجدات في مصرف لبنان ولا قيمة التحويلات قبل السابع عشر من تشرين، وأعلنت خريش سلسلة تحركات ضد الفساد سوف تنظم لاحقا.. والهدف ليس الشعبوية إنما تحصيل الحقوق .. “والتيار راجع عالأرض” وما أدراكم ما التيار.

لكن الشارع ليس المصرف المركزي -ونقطة على السطر- وليس هو تنفيذ انقلابات وانتقاء أهداف دون أخرى، وما يعرفه الناس أن البلد كله في أزْمة وأن غدهم مجهول المصير ولن تجذبهم الشعارات التي يراد منها الانتقام السياسي. فعملتهم بالأرض .. وأحوالهم تحت الأرض وفوضى الدولار ضربت اليوم أعلى معدلاتها بارتفاع السيد الأخضر إلى خطوط الألفين وخمسمئة ليرة .. أما أقصى المساعدات التي وصلت إلينا فكانت من إيران .. الدولة المحاصرة بالعقوبات حيث ” اجا المستوي عند المهتري”.

وعلى الرغم من ضيق حالها فإن الجمهورية الإسلامية عرضت المعونة من خلال رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني الذي التقى الرؤساء الثلاثة والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طارحا على اللبنانيين حزمة مساعدات اقتصادية بينها في مجالي الكهرباء والدواء، إضافة إلى مجالات الصناعة والزراعة وقال إن محادثاته شملت كل أنواع الدعم .. لكن من يتجرأ في لبنان على قبول هذه المساعدات التي ستشكل تحديا للعالم ولأميركا على وجه التحديد ..علما أن إيران كانت أول دول تعرض تقديم حلول الإنقاذ .. فيما دول أخرى أحجمت حتى عن تقديم التهئنة الى حكومة حسان دياب التي تنتظر فتح أبواب عربية وخليجية . ولاريجاني القادم من سوريا .. ترك وراءه احتفالات وصلت الليل بالنهار .. واستعادت معها حلب مطارها الإستراتيجي بعد تسع سنين على توقفه ..وفي كلام لا ينطبق الا على الرئيس التركي رجب طيب ارودغان اعلن الرئيس السوري بشار الاسد انه سيواصل معركة تحرير ادلب لتمريغ ” انفوفهم ” بالتراب منتقدا ما سماه الفقاعات الصوتية الفارغة الاتية من الشمال .