IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الثلثاء في 18/02/2020

لاريجاني يحرك ساكنا عربيا
رباعية دم قدمتها الثورة بأشهرها الأربعة وانضم أحمد توفيق ابن عكار المعتقة بالحرمان إلى مسيرة الراحلين عن الحياة، المنزرعين بالأرض، متأثرا بجراح بلد، صلي اليوم على جثمانه في سهل عكار، وسط سهول من الدمع ورهبة الغياب لكن رفاقه الذين رفعوا نعشه .. رفعوا معه وعدا بأن كل ثائر هو مشروع شهادة.

وصلاة الغائب ترفع للبنان .. الوطن المنهوب المديون المكسور الذي تدهورت صحته حد عدم القدرة على التشخيص، وطلب الدواء من صناديق دولية ستعالجنا بوصفة “من دهنو سقيلو” ما دام العلاج لن يتعدى النصح برفع الضرائب واجتراح الحلول من جيوب الناس. لم يعد ينفع معنا “وخز الإبر الصينية” التي هشلنا استثماراتها عندما كانت في عافيتها وصحتها الكاملة واختلفنا على مشاريعها في المناطق الاقتصادية الخاصة فطارت الصين من يدنا ذات صيف.

لا عقاقير صينية ولا من يجرؤ في المقابل على تلقف المباردة الإيرانية التي حملها رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني إلى بيروت تحسبا لفيتو أميركي بالمرصاد، لكن مجرد المبادرة قد يحرك ساكنا عربيا خليجيا حتى لا يقع لبنان في أحضان إيران فالجمهورية الإسلامية كانت أولى الدول التي تبادر الى مد يد العون في الطاقة والدواء والصناعة، في وقت أحجمت دول عربية عن تقديم المساعدة وتخلفت حتى عن إسداء النصح والإرشادات الأولية وسط صمت عربي وغربي في آن واحد عن أسوأ أزمات يمر بها بلد عربي شقيق، فوصل لاريجاني ليخرق الصمت ويعبىء فراغا مدويا مقدما صندوق الفرس مستبقا وصول الصناديق الدولية التي يختزن لها الرأي العام كراهية وعداء يفوقان عداء قسم من اللبنانيين لدولة إيران. ممنوع علينا الاقتراب من طهران .. محرمة هي مساعدات موسكو العسكرية .. ونختلف في اقتصاد بكين لكأننا أصبنا بداء ووهان .. وفي المقابل لا أيادي بديلة تمتد لإنقاذ لبنان سواء عربيا أو دوليا أما أميركا فلا ترى من رقعة هذا الوطن سوى عميلها عامر فاخوري الذي تسعى لإنقاذه من براثن بلد ميت .. وتجول السفيرة الأميركية اليزابيث ريتشارد على المسؤولين اللبنانيين بهدف وداعهم، لكنها في مضمون نقاشاتها ترحل غير آسفة إلا على عدم ” تخليص بضائعها ” المسجونة والحاملة للجنسية الاميركية.

اوصت ريتشارد بالافراج عنه وترافق ذلك مع بيان لموكليه يؤكد ان فاخوري قد اصبح في مراحل متقدمة من المرض وان معظم أدوية السرطان اليوم أصبحت إما مفقودة وإما نادرة بسبب الأزمة. ورسالة السفيرة الاميركية للبنانيين اضافة الى العميل المريض كانت في التحذير من التعامل مع ايران وعدم الاقتراب من تقديمات لاريجاني. فمن اين المفر؟ ايران دولة محرمة .. لكن من يحاصرنا هم ” اولاد حرام ” .. يمنعون العلاج عن وطن ينزف .. ولا يسمحون بمبادرة واحدة لبلمسة الجرح.