IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الثلثاء في 15/01/2019

قبل أن يعطى العرب الكلمة يوم الجمعة في بيروت فإن مجد لبنان أعطي للموارنة غدا والمدعوون إلى بكركي على شرف الأزمة الحكومية سيؤدون مناسك سياسية وصلاة تضرع للحل. راعي الحفل السياسي أدرك مبكرا أن رعيته المارونية سبب كل علة من الحروب الرئاسية إلى المعارك المسبقة نحو بعبدا، فوضع سيد الكنيسة إصبعه على الجرح الذي لا يختمه أي تاريخ.

حصر الأزمة بالموارنة ودعاهم إلى مواجهة الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وإلى مبادرات تنسجم وواجبهم في الحفاظ على الدولة وليس بوزير بالناقص أو وزير بالزائد، سنحافظ على الدولة ولا بميثاقية ناقصة هجينة ولا بإلغاء كل المرشحين الموارنة لصالح المرشح القوي، وغدا للموارنة قريب بحيث لم تعد الصورة الجامعة وحدها تكفي ولا خطابات المزايدة حتى لو أعلن الحاضرون توبتهم وأدلوا بسر الاعتراف فإن الشعب لم يصدقهم لأن الأعمال بالنيات والنيات لا تزال سيئة حتى تاريخه لا يغفر لهم ” الابتاه” إلا إذا فرض عليهم صاحب الدعوة ” هيكلة ديونهم السياسية ” وجدولتها بما يخدم حالة الانهيار، وأهم بنود الجدولة أن يطلب البطريرك الراعي إلى رئيس الجمهورية عبر ممثليه في اللقاء الماروني أن يتنازل عن مقعد وزاري مرفق بملحق عدم المصادرة مع الإقرار بالتخلي عن التمسك بالأحد عشر وزيرا، ومتى حصل البطريرك الراعي على هذا الإقرار فسوف تؤلف الحكومة بعد ساعة فقط من إبرام التفاهم هذا جوهر الأزْمة الذي لا علاقة له بالخارج ولا بالعواصم المقررة من واشنطن إلى طهران فالرياض، وتحديد مكمن العلة يسهل على المجتمعين الحل وما دام سيد بكركي قد استدعى الرعايا الموارنة فإنه اقترب من هدم أبواب الهيكل وعدم السماح بإنشاء مغارة للصوص السياسيين وبينهم من يؤسس من اليوم لمعركة رئاسة الغد بوضع اليد.

دعوة الراعي عين الصواب لكنها تبقى صورية إذا ما انتهت إلى بيان ختامي تقليدي يرمى في آخر النشرات، فالمراهن عليه غدا هو التنازل والتواضع من دون التموضع وليأخذ سيد بكركي من سادة الطائف مستندا لتدعيم الأقوال، فالرئيس حسين الحسيني يؤكد براءة الطائف من الثلث المعطل ويقول للنهار: ” على رئيس الجمهورية أن يكون حياديا لا طرفا، والسبب أنه معفى من كل تبعة وعندما تعطيه حصة يصبح طرفا ومن ثم كيف تحميه من المساءلة فحصة الرئيس أمر لا علاقة له بالدستور ولا بأي دستور في العالم”. هذا عقل ميليشيوي يحكم البلد مستند الحسيني الدستوري على يقين بأن جبران باسيل ليس لديه أي فكرة عن اتفاقية الطائف لكن، لدى الوزير القوي كل الأفكار عن إلغاء الآخرين ومعارك الثلث المعطل وفتح معركة الرئاسة باكرا وعقد الاتفاقيات مؤجلة الدفع مع الرئيس سعد الحريري وعلى بكركي في الغد مسؤوليات تصل الى حدود النهي عن ارتكاب الآثام السياسية بحق هذا البلد ودعوة الموارنة إلى أن يكونوا مرة عامل إنقاذ لا زعامات تتسبب من أجل كرسي بحروب وقلاقل . وغدا فإن عظة بكركي ستكون إحدى أهم العظات فإما أن يقنعهم الراعي بالتخلي عن شروطهم وثلثهم وإما أن يطبق دعمه للشارع فينزل اليه الراعي متظاهرا وعندئذ فإن كل الناس ستسير خلفه وأمامه .

أربعاء الصرح حتى يبقى لبنان صرحا للوافدين وتنعقد القمة التنموية بما تبقى من بلدان مشاركة من دون أن تصبح حكايتنا ” على سطوح العرب ” وتهدر سنوات العهد المؤهل لأن يتحول الى عهد تصريف الأعمال .