IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 22/03/2019

لوهلة ظننا أنا طبعنا. وان من يتكلم في قصر بسترس هو بنيامين نتنياهو لا رئيس الدبلوماسية الأميركية مايك بومبيو، وعندما قرأ الإملاءات الإسرائيلية بطل العجب فالحليف الأميركي خفض من مستوى تمثيله و تحول على المنبر اللبناني من وزير لخارجية أكبر دولة إلى ناطق باسم محتل.

حط بومبيو على أرض مطار بيروت وعلى مبدأ المعاملة بالمثل لم يكن أحد في استقباله بناء على طلبه بحسب ما أشيع لكن الكوستابرافا قام بالواجب. مصطحبا فيلقا من أمن خاص أخليت له الساحات والطرقات عاقدا ربطة عنق صفراء عبر بومبيو تحت ظلال رايات حزب الله إلى الصنائع، وفي سابقة من نوعها استهل لقاءاته بالداخلية حيث اجتمع الى الوزيرة ريا الحسن على قاعدة ان “الليديز فرست” ومن الصنائع فعين التينة والسرايا مرورا ببعبدا وانتهاء بقصر بسترس أسمع الضيف الأميركي واستمع.

وما بين عين التينة وبعبدا والخارجية كانت المواقف المدافعه عن حزب الله وهذا الحزب من هذا اللبنان. يتمثل في مجلس النواب والحكومة ومنبثق عن قاعدة شعبية لطائفة رئيسة أما في السرايا وبحسب مصادر متابعة للقاءالحريري بومبيو فكان النأي بالنفس سيد الموقف وتصدر البحث مؤتمر سيدر.

وبما يشبه رد الصاع بمفعول رجعي صافح رئيس الجمهورية بومبيو والسفيرة الأميركية واستثنى ديفيد هيل من السلام بعدما استثناه الأخير في جولته التي أجراها أخيرا في لبنان وخلال لقائه المسؤولين كان بومبيو شغالا على تويتر وفي بث مباشر عبر التغريد كان يطمئن نتنياهو الى أن الكتف الأميركية ستظل بجانب الكتف الإسرائيلية. حتى المؤتمر الصحافي المشترك بين وزيري الخارجية اللبناني جبران باسيل ونظيره الأميركي مايك بومبيو كانت عناوين البحث العريضة من حزب الله إلى الحدود البحرية إلى النازحين والمؤتمرات الاقتصادية. لكن في المؤتمر بان المرج بكلمة القادم من الأراضي المحتلة حاملا البلاغ رقم واحد مشترطا استبعاد الصحافيين عن الأسئلة كلمة استغرقت ثماني دقائق ردد خلالها بومبيو كلمة حزب الله واحدة وعشرين مرة وبلغة الآمر المحرض على حرب أهلية ألب بومبيو اللبنانيين على الحزب والمقاومة ووضعهم أمام خيارين فإما المضي قدما وإما السماح لطموحات إيران وحزب الله بالهيمنة على لبنان وسيدفع ثمنا باهظا لتحقيق استقلاله.

وبلغة العارف بالنوايا سطر جبران باسيل موقفا بخط أحمر عريض بأن حزب الله حزب غير إرهابي وتصنيفه إرهابيا لا يعني لبنان وأن الحزب منتخب بتأييد شعبي كبير ومن حق لبنان الدفاع عن نفسه ومقاومة أي احتلال وفق المواثيق الدولية. سمع المبعوث الإسرائيلي درسه فهاجم حزب الله ونصف الشعب اللبناني واتخذ من هذا البلد منصة لمهاجمة إيران وإذا ما أرادت واشنطن تصفية حساباتها مع الجمهورية الإسلامية فإن أقصر الطرق طهران وليس لبنان. لكن بومبيو القادم على متن تغريدة ترامب جاء ليصفي القدس والجولان من بيروت باتهامات ساقها ضد حزب الله بالعبث بأمن المنطقة. قال بومبيو كلاما في المقاومة لا يصرف في بلد نصر تموز. وشهداء تموز وقد يبدو الحدث الأهم اليوم من كل “النباح” والدعوة الاميركية الى الحرب الداخلية هو في موت أوسكار الكلب الوفي لوليد جنبلاط وخاتمة الأحزان.