IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد 21-2-2016

aljadeed

 

وأذكر أيها الوزير إنك من المحاور وإلى المحاور تعود. أشرف ريفي خارج وزارة العدل، بقرار معلل عدد فيه كل الأسباب الموجبة للاستقالة، إلا السبب الأول والمتعلق حصرا بأنه لم يعد يمثل سعد الحريري.

فقد استند ريفي في قرار التنحي، إلى دويلة “حزب الله” وتعطيل حلفائه المؤسسات الدستورية، وعرقلة إحالة ملف سماحة إلى المجلس العدلي، وتدمير علاقات لبنان مع السعودية، وخروج الوزير باسيل عن الاجماع العربي. وعبأ بيانه بكل ما لذ وطاب من موجبات تقزم “حزب الله”، بيد انه لم يصارح اللبنانيين، وجمهوره على وجه الخصوص، بالسبب الوحيد لخروجه عن اجماع بيت الحريري، ومزايدته على الرئيس العائد تارة بقراءة الفاتحة على ضريح الشهيد، وطورا بمقاطعة زيارة الحريري إلى طرابلس، وأغلب الأحيان بالعزف المنفرد على ملف سماحة.

اليوم وضع ريفي الحد لنفسه، بعدما لفظه زعيم “المستقبل” بتغريدة واحدة، وسحب منه الهبة الوازرية. لكن كان لا بد للوزير المغادر أن يبحث عن أسباب تدريك “حزب الله” ثمن الاستقالة، قبل ان يعود إلى محاوره سالما ويتفرغ لمواجهة الدويلة، كما قال، معلنا في حديث تلفزيوني انه سيقلب الطاولة على الحزب، علما ان طاولات الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله” على موائد عين التينة، سمن على عسل، وغالبا ما يتبرأ ممثلو “المستقبل” من تطرف ريفي ولا يتبنون جنوحه نحو التصعيد.

ريفي جمع المناصرين حول منزله شمالا، فيما التأمت طاولة الرابع عشر من آذار في “بيت الوسط” للبحث في تداعيات الغاء الهبة السعودية للبنان. على ان يجتمع مجلس الوزراء صباح غد على النية ذاتها، مع تحريك آليات وزارة الداخلية، ووعد من الوزير نهاد المشنوق إلى العرب بتحرك كبير في بيروت يعيد ثقتهم بعروبة اللبنانيين.

وعلى جلسة المجلس غدا، قبول استقالة وزير العدل قبل تكليف وزير بالانابة. ومعلوم ان السيدة أليس شبطيني العم هي وزيرة العدل بالوكالة، وإذا ما قرر المجلس اعتماد هذا الخيار، فإننا سنكون أمام خير خلف لأسوأ سلف، بحيث تعطى الحقيبة لسيدة مختصة وصاحبة تجربة طويلة في القضاء كان آخرها القضاء العسكري، وبتسلمها وزارة من شؤونها، يكون ريفي قد تلقى الصفعة مرتين، لاسيما وان الشبطيني حيدت السياسة عن ملف ميشال سماحة ونطقت بالقانون.

لكن يبقى للحكومة ثتبيت تكليف الشبطيني، فيما سيكون المجلس منشغلا غدا بمناقشة العلاقات مع المملكة، والتي استبقها “حزب الله” اليوم بموقف للنائب حسن فضل الله يضع فيها الهبات السعودية في خانة الكلام بكلام، مصوبا على ان البيان الوزاري الذي يحدد اتجاه السياسة العامة للدولة، وليبق صراخهم وتهويلهم في الهواء.

ولكن سياسة اسرائيل يبدو انها تحدد هواء المنطقة، إذ كشفت صحيفة “هآرتس” عن نظرة تل ابيب بإرتياح الى قرار السعودية الغاء المساعدات للبنان. فيما كان الخبر اليقين لدى ال”لو موند” الفرنسية التي تكشف عن سبب الالغاء الحقيقي باعتبار فرنسا صاحبة الشأن في توقيع الاتفاقيات.

وعلى ما تقدم، لا عزاء للاستقالات، فذات قرار استقال نجيب ميقاتي من الحكومة اكراما لأشرف ريفي. أما اليوم فقد ولى زمن المكرمات، وليس لدى وزير العدل إلا رفع المتاريس من طرابلس، وتزعم أول محور.