
هنيئاً لأهالي عكار.
فالزفت سيعبّد طريق مكبّ سرار قبل أن يعبّد الطرُق إلى عدد من قرى هذا القضاء المحروم.
فبعد عقود من الانتظار، وبعدما تبخّرت الوعود الانتخابيّة الحريريّة أكثر من مرّة، وصلت الدولة إلى عكّار، لكن على متن شاحنات الزبالة. أمّا الأموال المرصودة مقابل هذا المكبّ، فستُوزَّع عبر الهيئة العليا للإغاثة ذات الصيت الذائع بحسن إدارة الأموال.
وبموازاة خطّة شهيّب التي تريد تحويل عكار إلى مزبلة، كشف الوزير السابق فادي عبّود أنّه استقدم ووزير التربية الياس بوصعب محرقة للتجربة في ضهور الشوير من أجل تقديم المحارق كحلّ بدلاً من المطامر.
فهل تأتي هذه الخطوة منفردة، أم أنّ السلطة تخفي بين أكمامها ورقة المحارق التي إن لم تقتلكم انبعاثاتُها، سيقتلكم الرمادُ السامّ الذي ستخلّفه.
لكن، مَن يحاسب مَن في بلاد يتّهم فيها نقيبُ المعلّمين نعمة محفوض وزيرَ التربية بالتهديد بقلعه، تماماً كما قلع سابقاً حنّا غريب. وانتظر وزير التربية 48 ساعة لينفي اتهام النقيب عبر موقع تويتر. إلا أنّ محفوض أكد امتلاكه جملة بوصعب مسجلة بصوته.
كأنّه الحقد الدفين على العمل النقابي في لبنان، وعلى الثنائيّ محفوض – غريب الذي مهّد الطريق أمام الحراك المدني عبر تنظيم أوّل تظاهرات حاشدة تمكّنت من خرق صفوف 8 و14 آذار قبل أن تنقضّ عليها القوى السياسية مجتمعةً.
هنيئاً للسلطة إفاداتُ مكافحة النقابات. لكنّ التهنئة الكبرى لوزير الداخلية. أمّا المهنّئ، فليس إلا الرئيس نبيه برّي الذي اتصل هاتفياً بنهاد المشنوق ليثني على “الدور الذي قامت به قوى الامن الداخلي في حماية المتظاهرين”.
وقد جاء الإعلان عن الاتصال بعد ساعات قليلة على عرض الحراك المدني مشاهد تُظهر بالصوت والصورة أنصار برّي يعتدون على المتظاهرين، فيما القوى الأمنية تقف متفرّجة.
هنيئاً توزيع الأدوار في بلاد الـ”كلّن يعني كلّن”.