IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الثلثاء في 13/08/2019

إن لم تمت برصاص شبيحة الزعيم على أبواب المستشفيات أو على أوتوسترادات الموت، فإن الموت ينتظرك في الغربة. يا حسين هاجرت من بلد غير مطابق لمواصفات العيش الكريم، سعيا لرزق في مجاهل ما وراء المحيطات، من بلد تنصب فيه الكمائن السياسية، تعطل فيه المؤسسات جبرا للخواطر، تدار شؤونه بخطوط حمر كلما مست ذات الزعامة الطائفية.

بلد نصب فيه رجل الدين نفسه حاكما بأمره، فاعتقل عملا فنيا، بعدما أهدر دم فرقة موسيقية، وغريق البلاد البعيدة، جسد البعد الحقيقي لعابري الطوائف، فأنقذ غريقين من تيار جارف، من دون أن يتوقف عند تبعية أو هوية أو طائفية.

مثلك يا حسين مثل الجندي الذي لاحقته موازنة أسوأ الممكن إلى راتبه التقاعدي. مثلك مثل عنصر الدفاع المدني الذي يرمي نفسه في الموت، وممنوع عليه تثبيت أقدامه في الوظيفة. مثلك مثل الناجح في مجلس خدمة مدنية بعرق سهر الليالي، المحرم عليه أن يعين في وظيفة بكفاءته، كي لا يهتز أمن الطوائف القومي. مثلك مثل الأعداد الهائلة من أبناء جيلك، يخرجون في الجامعات بتأشيرة هجرة، لأن أولاد الزعيم وأزلام الزعيم وحاشية الزعيم أولى بالواسطة.

نعاك الزعماء، وأوراق النعي مردودة، لأنها لن تصرف إلا بعودتك مسجى في تابوت. والزعماء أنفسهم لفظوك كما لفظوا والدك من قبل إلى القارة الأسترالية بحثا عن لقمة العيش. هو قدرك كالكثيرين، والقدر لا يرد لأنك من أكثرية ساحقة تقف عند حدود الفقر والعوز، تسعى وراء مواسم الهجرة من الشمال والجنوب وكل جهات الوطن.

هذا الوطن الذي هزم في مثل هذا اليوم إسرائيل، لم يقو على استئصال فاسد ولا على محاسبة متورط في هدر مال عام أو على الأقل كف يد مرتكب في أصغر إدارة، وهي معركة قال فيها الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله ذات احتفال بالتحرير، إنها أصعب من القتال في الميدان.

في مثل هذا اليوم هزمنا إسرائيل بوعد صادق، فمتى ننتصر في معركة بناء الدولة كي نقول لحسين وأمثال حسين: تصبحون على وطن.