IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 31/07/2020

وأعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا. الأضحى عبر التاريخ لم يفرق، وضجيج الحجيج كان يسمع من مكة الى كل العالم، لكن العيد هذا العام أطل على كون مريض من كل لون ودين. فأقعد الزينة حبيسة منازلها واعتقل الأولاد أسرى فرحهم ورسم الحدود بين الحجاج وفرض صلاة متباعدة في المساجد، وكورونا عين نفسه ضابطا عسكريا وانتزع العيد من الجيش معلقا وساما من أسوأ الأوبئة التي تشهدها العصور البشرية والتي ألقت القبض حتى اليوم على أرواح أكثر من سبعة عشر مليونا حول العالم.

وبغياب مراسم الأعياد العسكرية، يطل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غدا في كلمة متلفزة الى الضباط والعسكريين. أما الانباء عن مغادرة الرئيس سعد الحريري لتمضية عطلة الأضحى في باريس مع العائلة، فقد نفتها مصادر “بيت الوسط” ل”الجديد”، وأكدت ان الحريري سوف يبقى في بيروت الى حين موعد النطق بالحكم النهائي في قضية والده، وسيتوجه مباشرة الى لاهاي لحضور الجلسة مع الوفد المرافق.

وبانتظار الحكم الذي لن يغير في واقع اللبنانيين شيئا، فإن أزماتهم كفيلة بأحكام ظالمة سواء تلك الخاطئة منها أو التي تحمل وقائع دامغة. وآخر المعارك دارت افتراضيا حول امرأة حامل قال ناشطون إنها قضت بفعل انقطاع الكهرباء، لكن أهلها أكدوا ل”الجديد” أن ميرنا غمراوي توفيت لأسباب طبية سوف نعرضها في سياق هذه النشرة.

وفي الأنباء التربوية، لفت إعلان مديرة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان من اننا لسنا جاهزين لبدء التدريس في أيلول، وهو ما سيوضحه وزير التربية طارق المجذوب مع “الجديد” خلال النشرة. وإذا كان لبنان يتجه الى تأجيل المدارس، فإن دونالد ترامب يطرح تأجيل الانتخابات الرئاسية التي تقيه شر السقوط بعد ان تقدم عليه منافسه الديمقراطي جو بايدن بفارق نقاط كبيرة، وترامب الذي كان صاحب شعار الانفتاح وعدم اغلاق السوق وعودة المؤسسات التربوية رغم خطر كورونا، صار اليوم متهيبا للفيروس الوبائي ومشككا في التصويت عبر البريد الالكتروني الذي قد يحمل معه وباء التزوير واللعب في النتائج، لكن حقيقة الأمر ان لا هذا ولا ذاك يخيفان ترامب، وانه يتخذ من كورونا والتصويت الالكتروني أسبابا للتمديد او التأجيل، في الوقت الذي يقع فيه الاقتصاد الاميركي تحت انكماش غير مسبوق وصل الى الثلاثة والثلاثين بالمئة، وهو أكبر عجز منذ الحرب العالمية الثانية. أما دولاره، فقد أصبح بأدنى مستوى مقابل اليورو والين الياباني والجنية الاسترليني، ولم يعد ينقصه سوى ان يدنو الى الليرة اللبنانية.

وترامب الطامح الى التأجيل، يخفق في انه لم يستحصل على “مشورة” من مجلس النواب اللبناني ورئيسه نبيه بري لصياغة قانون “للتمديد المبكل” من ذوي الأرانب المعجلة المكررة. وفي الأرانب المالية، ما أعلنه رئيس جمعية المصارف سليم صفير واصفا لنداء الوطن الحديث عن تحويل الأموال الى الخارج بأنها “حرتقة مثل كل الحرتقات التي تحصل ولهذا الأمر فاتورة مستقبلية. لكن المعنى الأصلي للفاتورة المستقبلية هو ان تستعيد الدولة أموالا طائلة كسبتها البنوك ورؤساء مجالس إدارتها وبلغت نحو ثلاثة وثلاثين مليار دولار ومن حق الدولة اليوم مطالبتكم باستردادها.