IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الأحد في 2021/01/17

لا شيء يعلو فوق صلوات الناس في الأيام الفاصلة عن وصول اللقاح، والذي وقع صيغته النهائية وزير الصحة اليوم، لكن المدة الزمنية لبلوغ مرحلة التطعيم ستفرض إغلاقا جديدا على وطن ينزف بقطاعه الطبي ومستشفياته ومستلزمات أدويته، وبكل نفس من أنفاسه المطبق عليها.

واعتلى الوضع الصحي سلم الأولويات متخطيا عقبات الحكومة وعراقيل تأليفها. وقالت مصادر وزارية ل”الجديد”: إن كورونا أصبحت على جدول أعمال الرئيس المكلف سعد الحريري في زيارته لأبو ظبي، سعيا لتأمين دفعة من اللقاح الصيني إلى لبنان.

لكن برتوكولات التعاون بين دولة الإمارات والصين تفرض الحصول أولا على أذنونات خاصة باستعمال اللقاحات وإمكانية منحها لدول أخرى، ومتى توافرت هذه الأذونات، فإن الرئيس المكلف تأمين اللقاح، سيعود به إلى بيروت قريبا، من دون أن يكون هناك رقم محدد حتى الآن على أن يطرحه من ضمن مؤسسات الدولة العاملة في هذا القطاع.

وبدا أن هذه أولويات الحريري التي تقدمت على أي مسعى آخر يحمل لقاحات سياسية لدول تشوبها نزاعات، علما أن تركيا كشفت اليوم عن رسائل إيجابية تلقتها من الإمارات، فيما جنح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نحو التحدث “بالتركي”، متوجها إلى إردوغان بعبارة “عزيزي طيب”.

أما في العلاجات اللبنانية، فإن الأزمة تتجه إلى ارتفاع نسبة الإصابات، مع تخثر دماء سياسية والتسبب بوقوع “جلطات” في المواقف المتشنجة. وككل أحد، صوت الكنيسة وحده يتقدم، وإرشاد من البطريرك الراعي بأن الباب المؤدي إلى طريق الحل لكل هذه الأمور هو تأليف حكومة إنقاذ، مؤلفة من نخب لبنانية، وقال: “إن المطلوب من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أن يقدما للشعب أفضل هذه الشخصيات، لا من يتمتع فقط بالولاء للحزب أو بالخضوع للزعيم.

ودعا الراعي كلا من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف إلى أن “يعقدا لقاء مصالحة شخصية تعيد الثقة بينهما، فيباشرا بغربلة الأسماء المطروحة واستكشاف أسماء جديدة وجديرة”، لكنه تمنى على رئيس الجمهورية “أخذ المبادرة بدعوة دولة الرئيس الحريري إلى عقد هذا اللقاء، فالوقت لا يرحم وحالة البلاد والشعب المأساوية لا تبرر على الإطلاق أي تأخير في التأليف”.

ودعوة رأس الكنيسة إلى الرئاسة الأولى للمبادرة، جاءت كرد شبه مباشر على اجتماع تكتل “التيار الوطني” الأخير الذي كان ورد في بنده الرابع: أن التكتل ينتظر مبادرة الرئيس المكلف إلى التواصل مع رئيس الجمهورية، لتأليف حكومة تحترم وحدة المعايير وتكون إصلاحية ومنتجة بوزرائها وبرنامجها. وبيان التكتل دعا الحريري إلى أن يستأنف في أسرع وقت عمله بعيدا عن أي تأثيرات، والتزاما بالقرار السيادي اللبناني، وبالحاجة القصوى لقيام حكومة إنقاذ.

وهنا باتت الرسائل واضحة.. وهذه كنيسة المسيحيين في الشرق تطلق نداءها إلى رئيس الجمهورية لاتخاذ الخطوة الأولى.. فالمكلف أودعكم تشكيلته ولا شيء جديدا ليقدمه.. إلا إذا حصل على لقاح فعال يبيد الأنانيات السياسية وينقذ التشكيلة المحتجزة في أدراج بعبدا.