IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد 21/3/2021

إثنين المنصات على خطين.. يبدأ بمنصة الدولار ولا ينتهي بالمنصة السياسية في قصر بعبدا، مع لقاء الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري. لا جديد تحت شمس هذا الاجتماع سوى أنه سيتخذ الرقم ثمانية عشر، قبل أن يدور في حلقة التأليف المفرغة والتي باتت مفزعة في آن.

تواصل كثير.. حكومة أقل، وشبكة الألياف اللاسلكية لم تنقطع بين المكونات المعنية بالتأليف.. وبينها حفر أنفاق سياسية بين حارة حريك وبيت الوسط.. لا سيما بعد كلام الأمين العام ل- “حزب الله” السيد حسن نصرالله، الذي غير خريطة طريق الحكومة.

وإذا كان “حزب الله” قد مد أنابيب التهدئه مع الرئيس المكلف.. فإن ذلك لا يعني أن الحريري سيؤلف.. واجتماع الغد لن يتعدى لقاء الإجابة على أسئلة كان قد طلبها رئيس الجمهورية، وبينها تحديد مواصفات الأسماء الواردة في التشكيلة وفحص حمضها النووي السياسي، وكل المعطيات تؤكد أن ولادة الحكومة تحتاج إلى معجزة، على الرغم من رفع الصلوات لها واستمرار الوساطات، ودخول وليد جنبلاط عاملا على تقديم الإرشاد بالتسوية التي لا بد منها في الوقت العصيب.

ومن صلوات كل أحد.. فإن البطريرك الراعي اختصر المسافة وقال: “إن تأليف حكومة للبنان فقط وللبنانيين فقط، لا يستغرق أكثر من أربع وعشرين ساعة.. لكن إذا كان البعض يريد تحميلها صراعات المنطقة ولعبة الأمم، والسباق إلى رئاسة الجمهورية وتغيير النظام والسيطرة على السلطة والبلاد، فإنها ستزيد الشرخ بين الشعب والسلطة، وستؤدي إلى الفوضى، والفوضى لا ترحم أحدا بدءا بمفتعليها”.

وأجراس الإنذار ليست فقط على المذبح الماروني.. فهي تقرع في كنائس الروم مع الكلام المتكرر للمطران الياس عودة.. وفيه اليوم: “أن المواطن غير مهتم بعدد الوزراء وبالثلث المعطل وبحصص الزعماء”، طالبا من المعنيين بتأليف الحكومة “عدم فض اجتماعهم يوم الإثنين قبل الوصول إلى حل”.

على أن هذا الحل بات محاطا “بأبانا والسلام”.. وتعتريه عقد أبرزها الثلث المعطل الذي لم يعترف به الرئيس ميشال عون شكلا، لكنه يتحصن به مضمونا من خلال رفع عدد الوزارء إلى عشرين، وتمثيل الطشناق وإرسلان من دون تسجيلهما في خانة التيار.

عون على سلاح ثلثه.. ووراء كل رئيس عظيم صهر معطل، وللتعطيل سلالة متحورة يلعب على جائحتها رؤساء وقادة أحزاب، وحتى أولئك المعارضين الذين وصفهم جنبلاط “بالجالسين على التلة” وقياسا على حجم الهلع، فإن رئيس “الحزب التقدمي” كان الشخصية الوحيدة التي التقطت إشارات القلق.. فيما رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يرضى بحلول ليست من صناعته كما جرت العادة.

وإذا كان غدا لناظره قريب، فإن الغرب هو الناظر الأقرب مدى.. والذي سيجتمع على مستوى وزراء دول الإتحاد الأوروبي غدا، وعلى طاولتهم بند محاسبة المعطلين وتأنيبهم.. وقد يصل الأمر إلى فتح ملفاتهم في القضاء الأوروبي.

ومتى أصبح لبنان قضية رأي عام عالمي .. صار على الرئيس المكلف أن يظهر “ويبان” وسيكون عليه الآمان .. ليفرغ بحصته بشقها المحلي ..وإذا احتفظ بها فستكون أمعاءه السياسية قد ابتلعت بحصتين اثنتين .. وهذا سيضعه في مصافي المعطلين.