IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 2 أيار 2021

الثروة اللبنانية تتغذى على: سمك نافق، لبن سياسي، أغنام ملعونة ورمان ملغوم. أما ثروته من نفطه وغازه في البحر فهي خاضعة للمعايير والمواثيق الرئاسية، وتنطلق الثلاثاء منزوعة السلاح، حيث تجري رياحها كما تشتهي السفن الاميركية.

يفاوض لبنان من حلقة اضعف متمسكا بحقه في الخط 29، لكن خط التيار السياسي يسيطر بأنواء جارفة، مثبتا رقعة جبران كاريش، وذلك وسط انقسام لبناني عارم على ملف يفترض ان يوحد الآراء لمصلحة ثروة الوطن.

ومع حالة الفوضى السياسية غير الخلاقة، يذهب الوفد اللبناني العسكري، الى تفاوض محكوم بكرسي بعبدا، وبعقوبات يسعى باسيل الى رفعها عن شخصه من اعماق البحار، لكن وفد الجيش اللبناني يحضر اوراقه بتنظيم دقيق، وإن اعلن رئيسه العميد الطيار بسام ياسين أن الوفد قد تعرض الى طعنة ضعفت موقفه.

والملفت ان أضعف الدول اليوم وهي ايران المحاصرة والمختنقة اقتصاديا والمطوقة كل قادتها ورجالاتها بالعقوبات، تفاوض اميركا والدول الاوروبية من موقع القوي الذي تمكن من فرض شروط على القوى العظمى.

وقبيل استئناف ليالي الفرس في فيينا يوم الجمعة، لاحت حزمة من الايجابيات، وان اضطرت واشنطن الى نفي بعضها وترك البعض الاخر بلا تأكيد. إذ نفت الخارجية الاميركية الانباء عن صفقة تبادل رهائن مع ايران، فيما اعلنت طهران عن تبادل أربعة سجناء إيرانيين، بتهمة التحايل على العقوبات، مع أربعة أمريكيين قضوا جزءا من عقوباتهم. وتضمن الإتفاق تحرير الولايات المتحدة 7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة لديها، هذه المليارات ستكون دفعة على حساب مفاوضات فيينا والتي انسحبت ايضا على بريطانيا التي كانت حبيسة القرار الاميركي، إذ اعلنت طهران ان الاتفاق يقضي بالافراج عن نازنين زاغري (nazneen zagari) المتهمة بالتجسس لصالح الاستخبارات البريطانية في مقابل تحرير 400 مليون باوند من الأموال الإيرانية المجمدة في لندن.

هذه الاموال تحلق من فوق رؤوس اسرائيلية استخباراتية وامنية، تمضي اياما في واشنطن في محاولة لإقناع المسؤولين الاميركيين، بتوفير ما اصطلح على تسميته “بوليصة تأمين” لاسرائيل، لقاء العودة الى الاتفاق النووي.

منذ اسبوع الى اليوم زرع الموساد الاسرائيلي افكارا واقتراحات في العقل الاميركي، لكنها لم تبدل موقفه من الذهاب الى التفاوض ورفع العقوبات، واجهزة الاستخبارات الاسرائيلية بمعظمها تركت تل ابيب، واحتلت الفنادق الاميركية، من رئيس المخابرات العام يوسي كوهين، الى مستشار الامن القومي مائير بن شبات، وصولا الى جيش من المحاربين الجدد، والذين اجتمعوا بالرئيس جو بايدن ووزير الخارجية انطوني بلينكن، وهولوا بحرب في المنطقة وزعزعة استقرار ما اسموه بالدول الاخرى، وابتزوا واشنطن بصفقة طائرات “الإف خمسة عشر” الى دولة الامارات.

ومع كل هذا العويل الاسرائيلي، فإن أيا من الدول المطبعة او جامعة الدول العربية لم تجرح شعور اسرائيل بكلمة واحدة عن حجم ترسانتها النووية ورؤوسها النووية غير السلمية المرفوعة فوق رؤوس المنطقة العربية برمتها. اميركا تعالج اسرائيل بلقاح المساعدات العسكرية وترقدها في الملف النووي، فيما العرب، فوجهتهم قنبلة ايران النووية وليس مئتين وخمسين رأسا نوويا اسرائيليا يهدد المنطقة ويتوعد بالحرب.

أما لبنان، فبالكاد يقبض على مهربي رؤوس الماشية، ويضبط السمك في النهر، ويلاحق المتاجرين بالأسماك النافقة التي انتقلت من بحيرة القرعون الى الأسواق اللبنانية الطازجة.