IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة 16/11/2018

يوم فرضت فيه الدولة الانتداب على الناس واعتقلتهم في مكان تنقلهم.. وليس أقبح من مرارة اقفال الطرقات سوى مجارير التصريحات فقد عبئ المواطنون في سياراتهم ساعات طويلة وضغطوا حد الانفجار استعدادا للاحتفال بعيد الاستقلال فانهارت قواهم وانهمرت شتائمهم وسابقت غزارة المطر حصار كبير من جونية الى بيروت وأولى مداخلها.. وطوفان الصرف الصحي في الرملة البيضاء وبعض طرق المدينة .. ما تسبب بأعطال طاولت اولا اعصاب المواطنين المحاصرين الذين لن يلومهم احد على نقمتهم وتعطل مصالحهم وضرب حرية حركتهم أهو استقلال أم احتلال؟ ومتى يدرك القيمون في قيادة الجيش وقوى الامن وبقية القطعات العسكرية والامنية أن التدريب على الاستعراض العسكري لا يمكنه أن يستوي على تطويق الناس وأن يدفعهم الى لعن الساعة التي نالوا بها استقلالهم قبل خمس وسبعين سنة فلماذا لا يتدرب المتدربون في ايام عطلة.. أو داخل الثكنات وفي اماكن متاحة عسكريا..؟ وهل ندحر العدو في الثاني والعشرين من تشرين؟ قد يتذرع المعنيون بأنهم أصدروا بيانا رسميا وعمموا الطرقات المقفلة لكن هل قرأ مسؤول في الدولة تلك البيانات المختبئة خلف صفحة وفيات؟ نحن اليوم كنا امام سلطة عاجزة عن نقل شاحنة معطلة في طريق.. وعن تحرير مواطنة باغتتها الام الولادة بين شوارع مقفلة.. وعن اعطاء المواطنيين سببا مقنعا لاحتجازهم ودولتنا لم يكن لديها اي خطة طوارئ إنقاذية لا بل شكت مع الشاكين والناقمين وأظهرت روحا متمردة على مجاري الصرف الصحي في مدينة بيروت ونزل الى شوارع المدينة رتل من التصريحات التي جرفتها امواج الصرف الصحي.. ومن المحافظ الى رئيس البلدية دارت عجلة المواقف فيما لاذ وزير الأشغال بالنأي عن الطرقات الداخلية أما هول المفاجأة فقد بدا على تضاريس رئيس البلدية جمال عيتاني الذي اكتشف للتو “مجرور عاشور”.. وتمكنت فرقاطة عيتاني من معاينة “الباطون” الذي سد أنفاس الرملة البيضاء وتسبب بمشهد الفيضان على جادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لقد بحت اصوات المعتصمين والمواطنين الذين تظاهروا معترضين على هذا المجرور على مدى أكثر من عام .. فيما سدت بلدية بيروت مجرور قراراتها ورفعت من سطوة وسام عاشور الذي ظل يقضم البر والبحر لا يحق للدولة بالمفاجأة ولا لبلدية بيروت أو محافظ المدينة بالعمل السريع اليوم على تدارك الأزمة .. فهم أنفسهم الأزْمة وإذ طالب عيتاني الآن بالدراسة والمحاسبة والمعاقبة وتحويل الملفات إلى القضاء وقطع الرؤوس والتجزئة والتقطيع فإن كل هذه القرارات متأخرة .. لقد سبقكم عاشور هذا الزمان وبرضاكم وموافقتكم وتحت أنظاركم . وإذا كنتم تطالبون بإنزال أشد العقوبات على المتورطين .. فأنتم المتورطون.. فلا يكفي أن تجتمعوا على وجه السرعة وكأن الأمر قد أصابكم على حين غفلة.. او أن المجرور يجري من تحتكم ولا تعلمون.. اما اعلان البلدية أن الامر غير مقبول.. وأنها ستتحقق من هوية المتسببين فهو قمة الاستهزاء بإدراك الناس.. فعن أي هوية تبحث البلدية؟ والفاعلون على مرمى “شط” أبيض متوسط.. وأي دراسات تعدنا بها بلدية المدينة؟ إن بلدية بمزانية خيالية ليس متاحا لها اذلال ناس المدينة والتسبب بتعطيل اشغالهم .. فيما تذهب اموالها الى الجمعيات الفنية والمدعية خيرية وبالملايين. هي جمعة الغضب والحصار.. في دولة تعطلت قدرتها على الحركة.. ولم يعد مستغربا كيف تتعطل الحكومات.