IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الثلثاء في 20/07/2021

خضت تسريبات “بيغاسوس” العالم ما عدا لبنان ..البلد الواقع على فيلق تجسس بالعين المجردة ومن دون وسطاء وتقنيات بالغة التعقيد ..والمسؤولون هنا “يشربحون” لبعضهم البعض مباشرة ومن فوق السطوح ..

أما في ما خص اسم رئيس مجلس إدارة “الجديد” تحسين الخياط الوارد ضمن عمليات التنصت فلا “يتعبوا” قلبهم ويخسروا أموالا على استراق السمع، لأن كل ما يدار خلف الهواتف الذكية سيرونه مباشرة على الهواء.

لكن هذه الفضائح هزت العالم وقلبت كيانه وشرعت دول بفتح تحقيقات عن استخدام واسع النطاق لبرنامج تجسس من قبل 20 بلدا على الأقل، وهذا ما اعتبرته الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار هجوما كبيرا على الصحافة الناقدة، فيما تحدثت
المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه عن أخطار كثيرة لترهيب المنتقدين وإسكات المعارضين.

وفي تسريبات “بيغاسوس” الحكومية فإن الأمور ستدار عالمكشوف، لكن لغاية اللحظة لا زلنا في مرحلة البحث عن رئيس .. وقد اجتزنا العقبة الأولى في وضع إعلان نطلب فيه رئيسا لحكومة لبنان، ومن المتوقع أن تبدأ السير الذاتية بالوصول الى قصر بعبدا لتشريحها وسحب “الخزعة” السياسية.

وفي التفاف نيابي على الحصانات، برزت اليوم عريضة بتوقيع 26 نائبا تطلب إحالة القضية الى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. ووقع على العريضة كتلتا التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة وعدد من نواب المستقبل. لكن التصويت على الإحالة سوف يستلزم أصوات ثلثي أعضاء مجلس النواب أي ب 86 نائبا.

ربما كانت هذه المعجزة متوفرة إذ كانت النيات تتجه نحو “ركلة الى الأعلى” واخضاع النواب المتهمين الى محاكمة بين أياد أمينة..إذ إن نصف أعضاء المجلس الأعلى هم نواب، والنصف زائدا واحدا هم من القضاة الذين تم تعينهم مناصفة في مجلس النواب والحكومة.

وبهذه الحالة، فإن المجلس النيابي يصبح سيد نفسه..رفع الحصانة من هنا.. ومنحها من هناك.. ويا بيروت ما دخلك شر.

على أن محاكمة المتهمين ستكون في شارع الرابع من آب، أما العراقيل التي يتم وضعها أمام قاضي التحقيق طارق البيطار فلم يتاثر بها حتى تاريخه، وهو يستند الى القانون وحكم الشعب في آن .. ويتسلح بحق عائلات الشهداء والمصابين وكل من خسروا منازلهم، وما زالت بيوتهم مشرعه للريح صيفا كما الشتاء.

ولن يخفى على القاضي بيطار أن طبول الحرب السياسية عليه قرعت ولا تزال.. وأنه يواجه عصيانا من كل متضرر سياسي وفي طليعة هؤلاء: مجلس النواب بمن حضر متهما.. ووزير الداخلية و”حزب الله” والعهد .. لكن ذكرى المئتي شهيد ستغلب قوى الأمر الواقع .. والرابع من آب لشهدائه قريب.