IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 14/12/2018

هو صمت ما قبل العاصفة الحكومية الأخيرة حيث ينتظر هبوب رياح التأليف مجددا بعد عودة الرئيس سعد الحريري لكن وبالاستناد إلى ابن العمة فان الرياح عاتية على الآتي.

حيث رفع الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري سقف المنازلة وقال إن المطلوب من الرئيس المكلف الخضوع لارادة حزب الله، ولمجموعة نيابية تمثله وهذا الأمر لن يحصل، لا اليوم ولا غدا، ولا بعد مئة عام واتهم النواب السنة بأنهم فبركوا مشكلة وعليهم أن يحلوها ووفقا للمتحدث الرسمي باسم المستقبل فإن حكومة الحريري جاهزة وهو لن يسير بمواصفات حزب الله وأي كلام آخر لا فائدة منه نقطة انتهى.

فعلام إذن المبادرات والطروحات والاقتراحات والأفكار المسافرة من لندن الى بيروت وأي لزوم ” لتعب القلب” وحرق الأعصاب ما دامت الحكومة منتهية وأي كلام لا يفيد ثمة من يضلل الناس ورئيس الجمهورية معا.

فإذا كان رئيس الحكومة غير مستعد للتفاوض وتشكيلته جاهزة فلم الانتظار وحرق الوقت.

وكيف يجري التلاعب برئيس البلاد وتحميله مسؤولية اقتراح الحلول وتسويقها واستدعاء الرؤساء والنواب الستة وحزب الله ثمة من يتسلى .. يتلاعب.. يحرق المرحلة فيما الاتفاق معقود بين طرفين على حكومة اليوم.. وجمهورية الغد وطرفا الاتفاق هما الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل.. الذي كلف نفسه تجهيز عقد استثماري طويل الأمد على رئاسة الجمهورية وفي بنود التوافق.

الصفْقة أن باسيل وعد الحريري بحكومة دائمة في عهده لاحقا وبعد طول عمر.. ولما استوت مسيحيا وشيعيا ودرزيا ولما بقيت العقدة السنية فقد تدخل باسيل لحلها على طريقة تحصيل الثلث المعطل.. ستظل العقدة محلها من دون حل لكن مع وعد بالبيع ببندين اثنين: انا الرئيس.. وأنت رئيس حكومة لكن ما لم يحتسب له كل من “دولته وفخامته”.

أن حزب الله الذي يقف اليوم خلف النواب السنة المعارضين سبق له أن وقف خلف وأمام وإلى جانب العماد ميشال عون. وظلت البلاد بلا رئيس للجمهورية سنتين ونصف سنة حار الجميع ولامس المستحيل. حتى إن المستقبل لجأ الى ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة. معتقدا أنه سيحرج حزب الله لكون زعيم تيار المردة هو حبيب الله.. ونور عين الأمانة العامة.. وروح المقاومة وفاديها.. ومع ذلك بقي الحزب على كلمة وفاء أعطاها لميشال عون الى أن بلغ كرسي بعبدا فعلى أي طريق سوف تسلك الحكومة اليوم.. هي لا عقدة خارجية ولا تخطت الحدود.. بل إن معطليها اثنان لا ثالث لهما.. يقف الحريري شرقا وباسيل غربا.. اما الاخرون فإلى الإلغاء وتتفاوض هاتان الجبهتان من دون اعتراف بشرعية من انبثق عن انتخابات نسبية يفترض انها نزيهه وشهد لها العالم وهي الانتخابات التي أفرزت قوى أخرى الى جانب تيار المستقبل وفي الاعادة اكثر من إفادة: فعدد المقترعين السنة في لبنان هم مليون ومئة ألف منتخب.. عدد الذين اقترعوا نصف مليون وقد نال تيار المستقبل منهم نحو مئة وسبعين ألفا لإيصال سبعة عشر نائبا وبتبسيط للرقْم فإن المستقبل نال ثلاثة وثلاثين في المئة من الذين شاركوا في الانتخابات على الصندوق.. هؤلاء نزلوا وأدلوا بأصواتهم لكن المستقبل لم يشكل سوى خمسة عشر في المئة من نسبة كل السنة.

هذه النسبة تقول اليوم ان الرئيس سعد الحريري هو “ابو حسام ” وليس ابا لطائفة باكملها والصور الرائعة التي نشرها اليوم على انستغرام خلال تخرج نجله البكر تتحدث عن نفسها وعن تلك العائلة الجميلة وقد ارفقها بالقول: “بعيدا عن عملي في السياسة، أنا اليوم فخور بعملي كأب”

تضل فوق رأس عيلتك” سيدا حرا ومستقلا “. لكن العائلة اللبنانية والسنية ضمنا .. لها من يشاركك في ابوبتها ولو من أم ثانية.