IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 23/09/2022

أجساد كموج البحر, أرواح صارت أرقاما, وكلما تنفس الموج لفظ جثة جديدة مؤجلا اسمها إلى حين تبيان الهوية وعلى رمل طرطوس السورية تمددت جنسيات لبنانية سورية فلسطينية، مرتفعة إلى قمة المأساة المشتركة بعدما جمعتها جراح واحدة في بلاد الغربة اللبنانية حتى لأبنائها.

طرطوس طرابلس عكار خط أبحر على متن زورق قطع تذاكر للموت، فكانت الكارثة المغمسة بقرار الهجرة والزورق المثقل بهموم دول ثلاث.

خسفت حمولته قبالة جزيرة أرواد السورية قبل أن يبلغ حلم الشواطئ الإيطالية فرمى أحلام أكثر من مئة وخمسين مهاجرا في عرض البحر نحو ثمانين شخصا تخاوت أجسادهم مع الملح.

واستسلمت أرواحهم للأمواج فيما عشرون آخرون يتلقون العلاجات في مشافي طرطوس.

ومن بين هؤلاء لبنانيون عبرت جثثهم بسيارات الصليب الأحمر هذا المساء من معبر العريضة الحدودي أما الصباحات فقد افتتحت على أجساد أطفال من عائلة واحدة حيث خسرت بلدة القرقف العكارية بيتا بأمه وأبيه وأطفاله الثلاثة…

وحكايات الموت تتوالى مع استمرار البحث عن مفقودين في البحر السوري مودعا الأسى بين طرابلس وعكار التي تحولت إلى محافظات منكوبة.

وليس أسوأ من خبر غرق الزورق إلا الأخبار المتناقلة عن زوارق سياسية لبنانية تدين وتندب وتلوم وتوبخ على اعتبار أن المسؤولين اللبنانيين هم في عداد المفقودين…

فسمير جعجع صعد فورا إلى بعبدا على متن عبارة الموت وطالب برئيس جمهورية للإنقاذ، مرتديا السترة الواقية للتحديات…

وإبن طرابلس أشرف ريفي لعن المنظومة التي هو منها ومتفرعا عنها منذ عشرين سنة…

ونائب عكار وليد البعريني دعا إلى محاسبة المسؤولين عن الهجرة غير الشرعية وهو ذو اليد الطائلة في عكاره ويعرف جليا من يهرب ويسمسر ويتاجر بأرواح الناس… فيما ينظم نائب طرابلس عن المشاريع طه ناجي الأشعار للغائبين في مراكب الموت، ويدعو إلى تقوى الله…

أما على أرفع مستوى حكومي فهي اتصالات خلوية من نيويورك إلى بيروت، ومن بعبدا “بالناضور” إلى طرطوس ولأن حالة مقاطعة الرسميين لسوريا سالكة على خطوط سياسية فإن أحدا من المسؤولين في الدولة لم ير أن هناك داعيا إلى معاينة مكان الكارثة والقيام بزيارة سريعة إلى طرطوس للقيام بالواجب ولو عن طريق المواساة…

وتركت المهمة الى وزير الاشغال والنقل علي حمية في التواصل المباشر مع نظيره السوري زهير خزيم اضافة الى مساعي الصليب الاحمر اللبناني بالتعاوني مع فرق الاسعاف السورية…

وما خلا ذلك فإن التضامن اقتصرت اضراره على المواقف والعبارات من دون ان تضع الدولة نهاية لمأساة الهجرة او البدء بمعالجة اسبابها وصولا الى مراقبة الشواطىء وضبط تجار التهريبز

وغدا يرتفع الصوت على توزير سني من عكارن وعلى معالجة هذا الحرمان الحكومين ويبدأ الحرد على اسم هذا وتوزير ذاك لكن ان يمثل الوزير او النائب منطقته في رعاية شؤون اهله فتلك مسألة ستعد ثانوية…

والتمثيل السياسي سيتجلى في ابهى صورته غدا، تلبية لدعوة دار الفتوى الى اجتماع على الرئاسة، والتمسك بالطائف، فيما رؤساء حكومات سنة تعاقبوا منذ العام تسعة وثمانين الى اليوم، ولم يقدموا على وضع الاليات التنفيذية للطائف، وهذا ما ينقص الاتفاق الذي ظل حبيس الورق وسمي دستورا يتم خرق اعتابه مع طلعة كل صباح…

والاجتماع حول الطائف غدا التزم بحضوره عدد كبير من النواب السنة، لكنه اعلن مقاطعته نائبان من كتلة التغيير هما ابراهيم منيمنة وحليمة قعقعور.

وجاء في الاسباب الموجبة لمنمية ان عنوان اللقاء يتعارض والمبادىء التي ينطلق منها التغييرون وهي رفض الاصطفافات الطائفية.