IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 01/2/2023

رفعت الأزمة السياسية على خشبة روحية وعلى نيتها اجتمعت الطوائف المسيحية بمختلف تقويمها الديني في الصرح البطريركي.. لتعبر في وحدتها عن خطورة ما يقترفه السياسيون، وضمنا المسيحيون منهم والمعنيون بالاستحقاق الرئاسي قمة أرادها الآباء لمخاطبة ضمائر المسؤولين..

وهي النقطة الخطأ التي ابتدأوا منها لكون المسؤولين بتروا هذا العضو غير المرئي، واستخدموا أعضاء رديفة تنزع عنهم صفة الضمير والعقل والإحساس بالمسؤوليات.

فاليوم افتتح لبنان سعرا رسميا جديدا من الدولار الوهمي والليرة الواهنة.. محاطة بأسعار صرف سوداء ومفتعلة ومفعول بها وفيها.

وأما صيرفة فقد افتتحت سعرا جديدا ارتفع إلى اثنين وأربعين ألفا وعلى سطح اثنين وستين ألفا.. قمة الأزمات تتراكم اقتصاديا ومعيشيا وتربويا وجاهزية ملفات التربية، من المدارس إلى الجامعات، إضافة إلى قضايا اقتصادية ملحة كالقمح.. تنتظر عقد جلسة طارئة ثالثة لمجلس الوزراء بداية الأسبوع المقبل، كما كشف وزير الاقتصاد أمين سلام

وهذا الانسداد التمسته قمة بكركي في لقاء لرؤساء الطوائف وممثليها في لبنان وتصدر الوضع الاجتماعي الاقتصادي قمة التداول الكنسي.. إذ عبر المجتمعون عن قلق عميق تجاه الأزمة التي تزداد سوءا، بحيث لا يمكن الاستمرار في تحمل هذا الوضع الخطر لذا طالبوا المسؤولين في الدولة وبحكم مسؤولياتهم بإيجاد الحلول لهذه المآسي,

فلا يمكن القبول بسوء إدارتهم وإهمالهم والفساد المستشري في كل مكان ورأى بيان القمة الروحية أن انتخاب رئيس للجمهورية مطلب لكل اللبنانيين،

ولا يحق لأحد أن يجازف في مصير الوطن.. وأشار إلى أن مصدر قوة الكيان اللبناني الفريدة هو الشراكة الوطنية الإسلامية المسيحية معربا عن ملء الثقة بتضامن رؤساء الطوائف الإسلامية مع هذه المناشدة ومطالبة المجلس النيابي بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية…

وكلف بيان القمة البطريرك الراعي دعوة النواب المسيحيين إلى لقاء في بكركي، وحثهم على المبادرة سويا مع النواب المسلمين وفي أسرع وقت ممكن لانتخاب رئيس لكن بيان القمة الروحية لم يشتمل على أي من العقوبات الكنسية.. وأعاد الأزمة إلى صوت سيد بكركي الذي يصدح كل أحد بأسمى عبارات التوبيخ للنواب والسياسيين، من دون أن يشعر أحد منهم باحمرار الخد أو تنتابه نوبة خجل…

واذإ ما قدر للراعي أن يجمع النواب المسيحيين في بكركي، فإن القرار الأفعل سيكون بالحجر عليهم وحبسهم داخل الصرح، ولا يخرجون قبل أداء القسم بالتوجه من أعالي حاريصا إلى ساحة النجمة للانتخاب..

وكل من يتخلف عن العهد يرمى عليه الحرم الكنسي…

وغير ذلك فلن يلتزم النواب بالضمير المستتر والأخلاق السياسية المحتجبة عن الظهور…

وأما انتظار السياسيين والنواب تحديدا لعوامل خارجية، وتحريك الملف الرئاسي بورقة إقليمية دولية، فهو أمر تعلوه الضبابية ولن تنقشع الرؤية في المدى القريب…

وأول المواعيد كان في اجتماع خماسي في باريس،

ولكن مصادر رفيعة شككت في إمكانية انعقاد الخماسية العربية الأميركية الفرنسية في السادس من شباط الحالي فهل الفرنسي غير جاهز لإطلاق المنصة الرئاسية من أراضيه، أم ينتظر المواصفات الخليجية للرئيس والمعطوفة على مواصفات رئيس الحكومة الذي يكتمل معه مشهد التركيبة الجديدة؟

لم تلغ الخماسية العازفة على طبول لبنانية..

ولكنها رهن الريح السياسية القادمة.. والتي يلتقط منها الرئيس نجيب ميقاتي ما يوائم الهوى اللبناني.. فيستثمر في مجلس الوزراء، قبل أن تبدأ مرحلة ترسيم اسم رئيس الحكومة المواكب لشخصية الرئيس العتيد.