IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الخميس في 16/02/2023

بعدما أطفأ الدولار شمعته الثمانين، سحب نيرانه إلى الشارع وعلى أبواب المصارف.. واستدعى اجتماعات طارئة في السرايا الحكومية، أعلن خلالها الرئيس نجيب ميقاتي العمل على تطبيق يحدد تسعير تعرفة البنزين بما يتناسب وتغيرات سعر الصرف.

وبدا من خلال اللقاءات الرسمية العاجلة أن كل قطاع يبحث عن مخرج لأزمته، سواء في المحروقات أو في التوجه نحو تسعير المواد الغذائية بالدولار…

ولم يعد الشعب يحصي القطاعات والمنتوجات التي عليه أن يؤمن تسعيرها بعملة ليست صعبة وحسب، بل هي من أصعب المفقودين في السوق الحارقة في المقابل لم تشعر المصارف أنها معنية إلا باستمرار الإضراب المفتوح والتلويح بالتصعيد والضغط على مواطنين فقدوا أموالهم تحت جناحها…

وأدت سوريالية هذا المشهد الزلزالي إلى خروج مودعين بحالة غضب ويأس، ونقمة شرعت لهم العنف وإضرام النار وتحطيم مداخل المصارف، وصولا إلى منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير الذي تحول محيطه إلى ساحة تشبه الحرب…

فلا الأمن ردع، ولا الجيش تصدى.. لكون القطاعين العسكري والأمني هم في طلائع الصفوف المنهكة في راتبها ومعيشتها، ويدفعون ثمن الرصاص دما، سواء في معاركهم مع التصدي للإجرام الداخلي، أو في معركة الحياة المعيشية النازفة قهرا…

والعسكر الواقف قوة فصل بين منكوبين في جيوبهم.. لن ينوب عن إدارات رؤساء المصارف في ابتكار الحلول…

فهذه الإدارات بقيت في موقع المتفرج على انهيار العمران المصرفي.. واختارت تطبيق أسهل الحلول في الإضراب وإقفال أبوابها أمام ما تبقى من معاملات للمواطنين لم يكن الإضراب حلا…

وليست مراقبة انهيار الليرة أيضا إلا استسلاما لواقع فرضه غياب المسؤولين عن خطط التعافي والتعاون مع البنك وصندوق النقد الدوليين، والإسراع في إقرار الكابيتال كونترول منذ الهبوط الأول للأزمة.. وليس بعد ثلاث سنوات من الاستنزاف وتهريب الأموال…

وغابت المعالجات عن إدارات المصارف والإدارة الرسمية للدولة.. حيث ترنحت خطة إعادة هيلكة المصارف وظلت حبيسة التداول على الورق وهو أحد القرارات التي يشكل حلا واضحا ويضع البلاد برمتها على قطار إعادة الهيلكة…

ولكن, لا الهيلكة سيرت, ولا الكابيتال كونترول المتأخر أقر فيما التدقيق المالي في أصول المصارف صار من الماضي…

وأما التدقيق الجنائي على كل إدارات الدولة ووزاراتها ف”خرج ولم يعد”، لقد حفرنا بأيدينا الهوة المالية، وعمقنا اتساعها، واستدرجنا البلاد إلى الفوضى، ثم استسغنا لوم الآخرين والآخرون, الأميركيون تحديدا، أعطوا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حصانة غير مباشرة، عبر نفيهم معلومات ترجح فرض عقوبات قريبة عليه…

وملف سلامة تحرك اليوم في القضاء اللبناني، مع تعيين المحامي العام الاستئنافي في بيروت رجا حاموش للنظر في ملفه مع شركاء آخرين، بعدما قبلت محكمة الاستئناف الشهر الماضي طلب رد القاضي زياد أبو حيدر المقدم من حاكم مصرف لبنان.

وبهذه الخطوة يستعيد القضاء اللبناني احدى اهم الملفات المثيرة للجدل والمفتوحة على صراع قضائي اروربي ليس فيه أحكام حتى اليوم والصراع السياسي يبدو انه يسابق بعضه تشريعيا ورئاسيا.. حيث افيد ان التيار الوطني لن يتجاوب مع اي جلسة تشريعية الاسبوع المقبل وذلك بعد مقاطعته الجلسات الوزارية…

ولكن وقوع لبنان على خط زلزال طبيعي دفع بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى الدعوة لتفعيل الاجتماعات الحكومية.

وتحدث نصرالله من خبرة زلزالية عن تفاهم مار مخايل فوضعه على مقياس ريختر، وقال ان التفاهم اليوم في موقع حرج هي هزة ارتدادية عنيفة شعرت فيها ميرنا الشالوحي ومصدرها فالق الضاحية الجنوبية.. بانتظار ترتيب لقاء تردد انه سيضم السيد نصرالله وجبران باسيل.