IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 2023/3/01

لم يتسع بلد المقامرين لآدمية عباس ابراهيم.. فخرج محررا نفسه من أخطر عملية خطف على أيدي المنغمسين السياسيين وفي ميلاده الرابع والستين متقاعدا من الامن العام، وضع اللواء ابراهيم أول حجر اساس للمستقبل الخاص.. وغادر عاتبا مجروحا.. مصابا برصاصات كان يعدها صديقة وفي مراسم الوداع لم يدل اللواء بما يخدش الحياء مع الحلفاء..

وأجرى عملية تسلم وتسليم غير ملتفت الى الخلف وبهدوء وأمان على الخلف قال القليل من كثير يدركه..

وتحدث كما كان يفاوض.. بكاتم صوت سياسي ارتضى في رده على اسئلة الصحافيين ان يعاتب نفسه فقط.. تاركا هنا مئة الف وسؤال عن جيش من السياسيين خدمه عباس ابراهيم من دون تمييز او تفرقة بين طائفة ومذهب وتيار وحزب وحركات عابرة للجمهوريات وعباس ابراهيم راسم خط الحدود البحرية الجنوبية رفض أن يزيح خطا لمستقبله السياسي جنوبا، قائلا: بعد ثلاث سنوات ونصف السنة يخلق الله ما لا تعلمون وهو اعتمد اكثر الاجوبة حرفة في رده على منصب رئاسة المجلس عندما اكتفى بالرد: الله يطول بعمر الرئيس بري وصاحب العمر الطويل والقابض على المطرقة الرئاسية،

كان المؤسس الاول لضرب الاحجار الشيعية الكريمة وتفتيت طموحها نحو سدة النيابة أولا، والمؤهلة لرئاسة المجلس ثانيا ولأن الطريق الى الجنوب معبدة نيابيا بثنائي لم يعد صعبا خرقه.. فإن المهام الوطنية التي تنتظر اللواء عباس ابراهيم تضع على كتفيه حمل تأسيس قاعدة شعبية تستكمل هذا الخرق.. وتعمل على كتلة مستقلة عابرة للاصطفاف، كما كانت شخصية هذا الرجل العابرة للطوائف وللحدود والأوطان وهي كتلة الردع التي ستحفز الجنوبيين على تكوين ثالث فشلت كل القوى والتيارات في تأسيسه على مدى اكثر من ثلاثة عقود وما سيساعد اللواء المتقاعد على صنع الجيل الثالث أنه رجل استقامت علاقته وطنيا وشعبيا،

ويكاد يكون وحيدا: الضابط الذي صفر الاعداء..

وحتى إنه اختار المغادرة من بوابة الكرنتنيا ووضع على ارض محروقة بانفجار الرابع من آب.. نصبا تذكاريا للامن العام، هو عبارة عن مركز دائم للمديرية يسهل امور اللاجئين ومنعا لأي شك في اعتباره انفجار المرفأ الجرح الأعمق في بنية الوطن..

فقد حرص ابراهيم على قدسية شهادتهم، طالبا الوقوف دقيقة صمت عن ارواح الضحايا، وبينهم زملاء له في الامن العام تقاعد عباس..

وحي على خير العمل المشترك بين الثنائي نبيه بري.. نجيب ميقاتي، اللذين قدما في مسألة التوافق على رفض التمديد، أبرز دليل على زعيمين يسويان البلاد وأمانها بالارض متى حضرت المصالح السياسية وهددت المستقبل المشترك بري أسس للرفض..

ميقاتي أطاع وتدارى وراء القانون.. حزب الله لم يعط لعباس ما يغضب رئيس المجلس.. التيار الوطني أراد توسيع الحوض الممدد واسترجاع بدري ضاهر.. الاشتراكي قدم التضحيات مسبقا برئيس الاركان.. وبقية الاحزاب وقفت في صف الجمهور كمشاهد للموقعة الشيعية-الشيعية وعلى هذه النتيجة..

خسر لبنان مديرا مفاوضا.. لكنه ربح لواء متقاعدا وعد بأنه لا تقاعد ولا تقاعس فهل سيمتلك عباس ابراهيم مفتاح البوابات جنوبا.. كما امتلك أسرار الشرق والغرب؟ سؤال مبكر.. لكنه لن يكون محيرا.