IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 17/01/2019

من القمة إلى القاع.. فماذا فعلتم بلبنانكم اعتذارات كالانهيارات الصخرية المتدحرجة من أعلى جبل إلى سفح سهل. “دعيناهم” رؤوساء وملوكا وأمراء. فوصلونا على مستوى منخفض ربما يقل عن وزراء الخارجية وبعضهم آثر التمثيل بمندوبين آخر المعتذرين الباجي قايد السبسي رئيس تونس التي تستضيف القمة العربية في آذار المقبل ليستقر الحضور لغاية كتابة هذه السطور على رئيسين عربيين فقط العراقي والموريتاني وإذا ما اعتذرا .

فإن الرئيس اللبناني ميشال عون سيكون وحيدا. رئيسا على قمة لا رؤوس أولى فيها لكن لن نسأل عن أسباب الغياب. ولا عن الأعذار التي دفعت العرب إلى هذا القرار. فالمسببات “منا وفينا” وقد غاب عن ذهن المنظمين أن التحضيرات لانعقاد أي قمة ليست فقط باللجان اللوجسيتية وتجهيزات الفنادق وتوفير القرطاسية وإشهار سيوف الضيافة والكرم مرفقا بالميجانا والدلعونا إذ إن التحضيرات تستلزم أولا وجود دولة لا تفوض أمرها إلى دولة رئيس وعلى ما نحن عليه من حكم “مهلهل ” فإننا “بالكاد” سلطة تنظم مؤتمر قمامة لا مؤتمر قمة فإلى أي بلد سوف يأتي الزعماء العرب. وأي لبنان كان يستقبلهم؟

أهو لبنان الذي أداره رئيس مجلس نوابه. أم البلد الذي لم يتفق على حكومة.أم الوطن الذي أخاف أبناءه والاغتراب والأسواق العالمية بنبأ هيكلة الدين العام لبنان الذي انقلب على الطائف أم البلد “الطايف”. لبنان الثلث المعطل. أم وطن العطلة الدائمة لقد نجح الرئيس نبيه بري مرة جديدة. وفعلت تهديداته فعلها في نفوس العرب فانسحبوا تضامنا وعمموا موقفا واحدا بعد إهانة تعرضت لها ليبيا على الأرض اللبنانية وبنجاح بري سقطت الدولة برؤوسائها مجهولي باقي الهوية والذين أثبتوا أنهم لا يلوون على قرار وغير قادرين إلا على إبداء الأسف وبصوت منخفض فيما يجري تصدير الأوامر الى الأجهزة الأمنية لتنفيذ قرارات سلطة نبيه بري لا أحد في الدولة سطر محضرا مخالفا أو ارتكب جرم الاعتراض.

رؤوساء ووزراء ومديرو أجهزة أمنية ارتضوا لانفسهم أن يكونوا سلطة تنفيذية “لسلبطة” سياسية صاردة من أعلى الهرم التشريعي فمن منهم تجرأ على الشكوى؟ من منهم خالف القرار؟ يصل وفد ليبي بموجب تأشيرة دخول الى مطار بيروت فيجري رده على أعقابه من دون أن يكون لوزارة الخارجية حق الرد فيما يحفظ الأمن العام الخطوط مع عين التينة فيؤكد اللواء عباس إبراهيم أنه منع دخول الوفد “لأجل أمن البلاد”.فأي أمن هذا الذي يهدده وفد؟ وكل بات على علم وخبر بأن من حذر من تظاهرات على طريق المطار كان المجلس الإسلامي الشعي الأعلى الذي جاء إعلانه بمثابة النفير العام وعليه فقد ارتكبنا بأنفسنا جريمة تحويل البلد إلى غير آمن.. والى حارة كل مين امنو الو.

وبالتالي تخويف العرب من الوصول إليه وبتنا أمام قمة هزيلة واهنة مريضة ومن غير الواضح أنها ستتماثل للشفاء اقتصاديا قمة في عهد تصريف الأعمال وبرئيس حكومة مترنح القرار. وبرئيس مجلس نواب يفترض أنه يمثل القانون فيقرر أن يأخذ حقه في الشارع خلافا لأي قانون أو تشريعات قمة ندعو اليها السفير السوري في بيروت فيما بلاده سوريا مغيبة عن الحضور. عيوننا على ركامها لإعادة إعماره وقلبنا ليس معها سياسيا وبعد ذلك نطلب حضورا عربيا على مستوى زعماء؟ هذا مؤتمر مندوبين. لفريق لبناني لا يعرف سوى لغة “المعطلين”. يقرر على مواقيت القمة الاقتصادية أن يذكر العرب بقضية هنيبعل القذافي. الذي خطف من سوريا واقتيد الى لبنان وسجن بتهمة كتم معلومات لا يعرفها ودولتنا وقفت امام قضيته عاجزة عن تقرير مصيره وهو المحكوم “بريا” وجندت له نيابات عامة وقضاة ومحامون لاستمرار حجزه هذه هي التحضيرات للقمة. ومن يقول غير ذلك فهو مزور حقائق أو بالحد الادني يخاف المجاهرة بها. و”زينوا الساحة” لقمة كتبت بيانها الختامي قبل أن تنعقد.