IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 17/05/2023

في سابقة عربية تلتئم قمة جدة بكامل الحضور وبتمثيل كل الدول وبتطبيع عربي عربي لم تشهده اي من القمم السابقة على مر عهود. ومع تسلمها رئاسة القمة فإن المملكة العربية السعودية عبدت الطرق الى جدة ببلسمة الجراح العربية مسبقا واطلاق آلة جرف الخلافات من حول الدول .. فعالجت نيرانا سودانية وفتحت مطاراتها للعبور الآمن للجاليات العربية ورتبت اجتماع القاهرة على مستوى جامعة الدول وسوت تباينات عربية تتعلق بعودة سوريا الى صفها العربي من دون ان تترك آثارا جانبية على دول كانت ممانعة للعودة.
هذا الخط الدبلوماسي للسعودية كان ينسج على وقع اتفاق الصين الاستراتجي مع ايران والذي غير معالم اقليم كان ملتهبا ومخصبا بخطر يفاقم الخلافات ويزنر المنطقة بالاضطرابات. وتحت هذه السقوف تنعقد قمة عربية قوية, بتصنيف عربي ودولي لأن المملكة لم ترتد القفازات الناعمة عربيا قبل ان تشحن قوتها دوليا, فتفتح على التنين الصيني وتنسجم مع الدب الروسي وتربط خيوطها مع وادي الذئاب التركي وبهذا الدور تقف السعودية على القمم. وتقود أمة من رئاستها القمة وهو الدور الذي افتقده العرب طويلا فعاشوا الصراعات بين العروش والانظمة واختبروا العداء بين الحدود تخاصموا وبلغوا خريف العلاقات وجرحهم ربيع كان عربيا قبل ان يطيح ببعضهم ويبقي على اخرين
وفي كل هذه المفاصل كانت فلسطين ضائعة وسط الصراعات ولا يتاح لها ان تحظى باولوية الخبر والحدث فيما وضعت اسرائيل رهاناتها على خلافات الداخل العربي لكننا اليوم وبعد كل هذا المسار امام جمعة العرب .. وجمعة العرب وقياسا على السنوات العجاف التي مرت بها الدول فإن قمة جدة اليوم ستشكل فاتحة لمرحلة جديدة تتجاوز المرحلة الصعبة مزودة بقوة دفع تفاؤلية نحو التوافق العربي.
والمسحة التفاؤلية تأخذ نفسا عميقا بعد قمم عربية كانت ترتطم بواقع مر وتنهي جدول اعمالها سريعا وتكتفي ببيان ختامي نتقبل بعده مراسم العزاء لكن من جد .. وجد عملا عربيا مشتركا يعيد المنطقة الى نقاطها المركزية ليثبت ان في الاتحاد العربي .. قوة. وتنضم سوريا الى هذا الاتحاد الجمعة ممثلة برئيسها بشار الاسد بعد ان لمعت كرسيها اليوم من بين المقاعد العربية وسلط الاعلام الاضواء على وزير خارجيتها فيصل المقداد الذي اعلن عبر الجديد مشاركة الاسد.
والفيصل السوري لاقاه الفصيل السعودي بالترحيب واعلن وزير الخارجية فيصل بن فرحان، أن العالم يمر بتحديات كبيرة تفرض علينا الوحدة لمواجهتها، مشددا على العمل مشترك من أجل رفعة الشعوب العربية.
واللافت ان قطر الدولة التي ابدت في السابق اعتراضها على استعادة المقعد السوري كانت منسجمة مع الاجماع العرب أوضح وزير خارجيتها عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني ، أن بلاده لن تخرج عن هذا الاجماع وأن لكل دولة قرارها السيادي في تطبيع العلاقات الثنائية معها مؤكدا ان الحل للأزمة يجب أن يرضي الشعب السوري وارضاء لكل العرب .. ستكون فلسطين بوصلة القمة والتي ستشكل قضية مركزية كما اعلن وزير خارجيتها رياض المالكي , وبمركزية القدس في جدة .. فإن القضية اليوم بين اياد عربية ضنينة على الارض .. التي لن تتكلم الا العربي.