IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 18/05/2023

على بحر أحمر تأخذ الملفات العربية جرعة ملح يكسر صدأ العلاقات ويغسلها بمياه جدة المذوبة للخلافات.

ومن صوب القبلة العربية يفرد الخد القبلة للخد في مراسم استقبالات رسمية استعدادا لرفع آذان قمة السعودية.

والنصاب اكتمل بحيث لم تستخدم اي دولة سلاح التعطيل او الاستبعاد والعزل وبدا ان صيف العرب سيشيع ربيعهم الحربي ويطوي سنوات النزاع تحت رعاية مملكة عملت بداومين اثنين : ما قبل القمة وما بعدها.

وإذا كان النفس العربي يطارد انفاسه في قضايا البحث فإن عدسات الاعلام والاقلام كانت بمهمة مطاردة رسمية لوصول الرئيس بشار الاسد الى جدة والتقاط تعابيره والدخول تفصيليا في مسامات أفكاره بعد ان عاد الى مقعده العربي سالما وعابرا حاجز الاثنتي عشرة سنة من العزل السياسي. والرئيس السوري الذي حاصرته “جمعة ” التظاهرات في مدن سورية عدة خلال دزينة الاعوام .. سيحتفي بجمعة الاسد غدا ويلقي كلمة في القمة تكون بدلا عن سنوات ضائعة ويختبر ما سمي ” بالحضن ” العربي بعد انقطاع منذ قمة سرت الليبية عام الفين وعشرة…

فالقمة العربية ستعود عن استقالتها من سوريا , وستقرر خط مسارها نحو دمشق.

ولكن هذا المسار لن يكون ملزما كما اعلن الامين العام احمد ابو الغيط اذ ان الأمر متروك لكل دولة لتقرير ذلك وفق رؤيتها غير ان الرؤية السعودية جاءت لتفعل هذه العودة وتمد جسورا نحو الدول وتبني عمارة عربية هدمها العرب بانفسهم واليوم سيكون مطلوبا منهم المساهمة في اعادة اعمارها.

وهذا المساء تصدرت صور وصول الاسد الى جدة الحدث العربي وامتلأت العدسات بالتساؤلات عن اجتماعات الاسد مع خصوم الامس .. عن مستوى الحفاوة او الجفاء ..وعن كل لقاء واذا كان لم الشمل العربي هو العنوان الابرز لقمة جدة فإن هذا الشمل ليس تفصيلا لكونه يخرق نار السودان ..ويتقدم نحو فلسطين ويقف مع السيادة العراقية ويتابع التطورات اليمنية ويدخل الى عمق النزاعات الليبية.. لكنه في النزاعات اللبنانية سيتكفي بالتضامن مع لبنان فيما ابناء هذا الوطن لم يعلنوا التضامن مع انفسهم وهم مستمرون على قمة التعطيل الرئاسي.
هو الزمن العربي الغريب.. بشار يحضر .. ولبنان الرئيس يغيب.