IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد” المسائية ليوم السبت في 22/09/2018

إختاروا المياه الدافئة، البحر بدلا عن البر، أخذهم المركب ولم ينتظروا باص العودة إلى سوريا، لكن مركب العبدة لم يتمكن من الابحار سوى بأربعة كيلومترات من المسار الطويل، فتوقف وأوقف معه قلب الطفل خالد نجمة فيما نجا بقية المهاجرين النازحين الهاربين إلى أوروبا، بعد معاناة مع المياه وملحها.

ومركب العبدة واحد من مراكب كثيرة تبحث عن وطن بديل لسوريا ولبنان معا، وإذا كان هذا المركب قد اصطدم بثقله وانهزم بشبر مياه، فإن آخرين ينجحون في الهرب والتسلل غير الشرعي، سوريين وفلسطينين على حد سواء، قاصدين قبرص أو اليونان، ثم ما تيسر من دول أوروبية يرون فيها طوق نجاتهم.

ومعاناة العائمين على وجه البحر اليوم، تشكل رسالة إلى كل أروربا التي ساهمت وعملت على عدم تسهيل عودة النازحين السوريين إلى مناطقهم الآمنة، وخوفتهم من نظامهم ودولتهم، ولم تمد يد المساعدة للبنان حتى اليوم في حل أزمة بحجم مليون ونصف مليون نازح، بعضهم يعود وبالقطارة عبر بوابة الأمن العام اللبناني، فيما خطة الآخرين هي التوطين لشعبين فلسطيني وسوري، ولا يكف هؤلاء عن التجربة والمحاولة في كل مرة للوصول إلى أي بلد أوروبي أصبح حلما بالنسبة لهم وكابوسا بالنسبة لأوروبا.

لبنان الذي سيطرح قضية النازحين ومخاطر التوطين على أعلى منصة أممية، ومن خلال كلمة رئيس الجمهورية في نيويورك، فإنه في الوقت نفسه يعمل على توطين أكثر خطورة مغلف بملف منح الجنسية، هذا المرسوم أصبح نافذا والأسماء الواردة على متنه أصبحت لبنانية بشهادة رسمية، ولكن مع استخفاف تام بملاحظات وضعتها مديرية الأمن العام على الشخصيات المشبوهة.

فلدى اندلاع الصرخة حول مرسوم الجنسية، وبروز أسماء بعلامات استفهام، كلف رئيس الجمهورية المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم “التدقيق بالشبهات”، واجراء “فيش وتشبيه” للشخصيات الممنوحة اسم لبنان. ولكن وبعد ان قامت المديرية بمهامها وفرزت لواء من الموظفين لانجاز العملية بسرعة قصوى، تم اهمال ملاحظاتها ولم يؤخذ بأي منها، علما انها وضعت علامات الشبهة حول أسماء ثمانين شخصا استحقوا الجنسية وكان يتعين شطبهم.

لم يكن الاعتراض على مبدأ منح الجنسية بحد ذاته، والمعمول به في دول العالم حيث يتقدم لها أصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال الذين يستثمرون في بلاد يعيشون على أرضها، ويدفعون الأموال والرسوم المعلنة التي تذهب مباشرة إلى الخزينة، وليس إلى جيوب المتنفعين أو إلى من رشحهم لجائزة الجنسية بهدف إعلاء الشأن.

وبالجنسية الحكومية، فإنها لا تزال حتى اليوم لقيطة، ومع غياب أنبائها اجتمعت قوى سياسية عدة هذا المساء على جادة بحرية، للاحتفال بعيد المملكة العربية السعودية. ومن أرض الحجاز اللبنانية قال النائب وائل ابو فاعور إن تشكيل الحكومة مثل القيامة من استقربها كفر ومن استبعدها كفر. لكن رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط آثر الاحتفال بالعيد السعيد، رافضا أي تصريح.

ومن دون تزامن، فإن عيد المملكة جاء يوما حزينا في ايران التي تم استهدافها بعملية ارهابية ضربت عرضا عسكريا في الأهواز. وفيما سارعت “داعش” إلى تبني المسوؤلية، كانت ايران تؤكد ان دولا خليجية وبينها السعودية مسؤولة عن هذا العمل الارهابي، وكلا الاتهامين يجري في قناة واحدة، فتنظيم “داعش” له مشغلوه الذين بات يعرفهم التاريخ.