IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 7/5/2021

زيارة جان إيف لودريان “للضريح اللبناني” انتهت بقراءة الفاتحة وبترؤس الصلاة الجنائزية عن روح التأليف وصناعه ومراسم تقبل التعازي ستكون متاحة للجميع وضمنا الحزن الذي أصاب فرنسا بإخفاق وزير خارجيتها في مهمة طارت كالصاروخ الصيني الذي لا يعرف متى سيرتطم وبأي أرض هي زيارة كان يمكن تجنبها والاكتفاء بتغريدته الشهيرة عشية وصوله،أو كحد أقصى أن يرفقها بتغريدة ثانية مع هشتاغ يحدد نوعية العقوبات أما تكبده مشقة السفر لإجراء “ريتويت” على تحذيراته السابقة، فتلك تذكر بتلفون سعد الحريري الشهير لفلادمير بوتن، من منصة الساحة الحمراء في موسكو غادر لودريان محملا بشحنات من الخيبة لكنه في المقابل ترك خيبات مماثلة لا تقل وزنا فالدبلوماسي الفرنسي الآتي على جناح تويتر أجرى “بلوك سياسي” لكل من التقاهم باستثناء مجموعات المجتمع المدني التي بدورها لم تأخذ منه لا حقا ولا باطلا.. ودعواته إياهم كانت أن استعدوا للانتخابات النيابية وهو يدرك أن المنظومة المحتلة للبلد لن تسمح بانتخابات ولو بلدية.

فلماذا جاء جان ايف الى لبنان وما الذي غيرته لقاءات قصر الصنوبر في المشهد المتأزم؟ النتائج توازي الصفر المكعب فهو لم يشأ الدخول في التفصيل الحكومي في اجتماعي بعبدا وعين التينة قائلا حين تشكلون حكومة نستمع إليكم وفي الكلام الذي ردده لودريان سواء في اللقاءات أو في تصاريح مختصرة، فإنه اتهم المسؤولين بأخذ البلاد الى الموت قائلا: “أنا هنا تحديدا لمنع هذا النوع من الانتحار الجماعي الذي ينظمه البعض”.

وبينما تجاوز الرئيس المكلف تفسير البرتوكول الفرنسي في الشكل وزار قصر الصنوبر فقد رفض إدراجه ضمن لوائح المعطلين وقدم طعنا في الاتهام الموجه إليه على اعتبار أنه أبدى مرونة في التأليف وسهل في العدد وماذا يستطيع أن يفعل بعد؟

وفي معلومات الجديد أن الحريري هو من بادر إلى إنهاء الاجتماع ب”لودريان” وغادر معترضا على تعميم الاتهامات والمساواة في التعطيل وبموجب هذه المحاضر فقد أنهى وزير خارجية فرنسا زيارته برفع السيوف العقابية لكنه متقين أن تهديداته لا “تصرف” في الأسواق اللبنانية وأن المسؤولين ومنذ توبيخات ماكرون الأولى وتعنيفه الأسري الثاني لم يشعروا لحظة بأي إهانة قد مستهم.. وهم مستمرون على “التمسحة السياسية” أما دعوة المجتمع المدني إلى الانتخابات فلن تلاقي على الأرجح رواجا إلا عند الحكيم سمير جعجع ليضعها على مدارج مطار “حالات حتما” و”يقلع” على متن رحلات “انتخابات حتما”.

هذه المناورات السياسية غابت اليوم عن خطاب يوم القدس للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيث لم يقرب الوضع الحكومي ولا الاقتصادي وكان لافتا تجنبه الخوض في تفاصيل العقد والتعطيل والتأليف والداتا والأموال والبطاقة التمويلية وغيرها من العناوين المثارة داخليا.