على خطى مختلف الاحزاب اللبنانية جدد جبران باسيل الثقة بنفسه وأنتخب شخصه رئيسا للتيار الوطني الذي لم يكن حرا في ديمقراطيته الانتخابية ولجأ الى التزكية كأمة عونية واحدة ذات رسالة خالدة. وباسيل الثاني الكبير الذي يجزم بان احدا لم يترشح ضده نحر الديمقراطية وحاضر فيها رفض منطق الفرض رئاسيا وطبقه حزبيا قال إن برنامج رئيس الجمهورية أهم من شخصشه. فأعطى الاولوية في التيارش الى شخصه الكريم ونزهه على العالمين داخل المجمع العوني الكبير واحاط نفسه بنواب رئيس من الخرسانة المتشددة احدهم عميد الفدراليات بين مسلمين ومسيحيين، وثانيهم من خلان الاصلاح فتح معارك من حساب التيار للصرف على اوروبيين اتضح انهم فاسدون. وباجنحة نوابه المتكسرة حلق جبران وخاطب الرأي العام من موقع وصل في الحال الى الحكم واشهر سيف الاصلاح على العشائر اللبنانية وقال إنه لا يقبل باخطاء الماضي من دون اعتراف بانه كان شريك هذا الماضي والمتسبب بنزوح المستقبل.
تحدث باسيل عن رفضه فريقا ثان يوعي كوابيس الماضي وإذ يقصد سمير جعجع في هذا التوصيف فإن الرواية الكاملة تحتم على رئيس التيار الاعتراف بأن الفريق الاول لهذا الماضي هو العماد ميشال عون الذي خاض مع القوات حروب الغاء أدت الى تهجير المسيحيين والطرفان اودعا اللبنانيين كوابيس لا تزال حاضرة في الوجدان حتى اليوم. وفي مطالبه الرئاسية وضع باسيل شروطا بان لا يستحي مستقبل الرئيس من ماضيه، لكنه في هذا الشرط سيصيب عمه الجنرال الذي خلف وراءه رئاسة مدمرة فأستبقها بحربي الغاء وتحرير والانقلاب على الطائف ثم رهن الرئاسة لسنتين ونصف قبل وصوله واختتمها بان سلم بعبدا والبلد الى جهنم. وطبقا لهذا المسار في الحياء فإن الرؤساء “اللي استحوا ماتوا” وعين التيار اليوم ليس على الاسم انما على الصندوق الذي سيجمع من اصول الدولة ومقدراتها ليتم تعيين جبران باسيل امينا على صندوق البلد الحاكم مستثمرا فيه بخبرة عالية في افراغ السدود وكهرباء الاربعة وعشرين والبواخر وفي توزيع الحصص مستفيدا من تجربة تقاسم اتفاق معراب. فالرئيس لن يعلو على الصندوق الائتماني الذي من شأنه ان ينتزع الصلاحيات من كل المؤسسات والرئاسات ليصبح فخامة الصندوق. اما الخشبة المربعة في مجلس النواب فإن انتظارها يبدو طويلا ومسارها مرهون بالحوار لكن ليس الدخلي منها بل الحوار السعودي الحوثي في الرياض. والايام الفاصلة لاتضاح النتائج تتقلب على جمر المواقف غير المفيدة وعلى انسداد قال حزب الله إنه لا يزال قائما واعتبر النائب حسن فضل الله أنه لا إمكانية لإحداث خرق في هذا الانسداد السياسي لانتخاب الرئيس إلا بتفاهمات بين كتل وازنة وأساسية يمكن لها إن اجتمعت واتفقت على اسم رئيس أن توفر الغالبية الدستورية والأرضية اللازمة للانتخاب . اما القوات اللبنانية فكانت ايضا على لاءاتها من الحوار وقال النائب غسان حاصباني إن الحوار هو ضرب للدستور.. ولا لتكريس أعراف جديدة قبل انتخاب رئيس للجمهورية معتبرا ان الاسماء التي سبق وطرحت هي مشاورات فلماذا طاولة التأهيل للمرشحين؟ وتلك المواقف وغيرها تؤسس لمرحلة جمود في الملف الرئاسي الى ان يقضي الله موفدا فرنسيا كان مفعولا وتخرج الخماسية ببيان الحث على الانتخاب، ويتصاعد الدخان الحوثي من المدخنة السعودية.