IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 22/5/2022

هو زمن التصريف بلا إنتاج، وسن السيوف لمعارك بعضها يستحق في خلال خمسة عشر يوما، وبعضها الاخر يتهدده الفراغ على جناحيه الحكومي والرئاسي.

أربعة استحقاقات على كعب الانتخابات سوف تخضع توليفتها لتسويات، كل تبعا لموقعه، فرئاسة مجلس النواب هي الان تحت الفحص العيني لتعداد أصواتها التي ستأتي بنبيه بري السابع من حواضر البيت النيابي. أما نائب رئيس المجلس، فهو منصب موصول باستدراج العروض نحو تعزيز أصوات بري، وإذا كانت مهلة الأسبوعين النيابية ستنجز هذين الاستحقاقين، فإن تسمية رئيس للحكومة ولاحقا الخريف الرئاسي هما موعدان في مهب الريح، لاسيما بعد إخضاعهما بالأمس لشروط رئيس التيار الوطني جبران باسيل، مذكرا باقتراحه تعديلا بسيطا للدستور يمنح رئيس الجمهورية شهرا واحدا لإجراء الاستشارات الملزمة، ورئيس الحكومة مهلة شهر تأليف. وعبأ باسيل اقتراحه المتحور هذا، بمهل وتفاهمات وشروط على جنس الحكومة واختصاص وزرائها، واضعا مواصفات رئيسها، وبأن يأتي مدعوما بشرعية شعبية ومن كل اللبنانيين.

وهذا الترسيم لحدود الرئاستين من السرايا إلى بعبدا مع التعديل الدستوري المقترح، قد يفتح على تمديد لرئيس الجمهورية الحالي الذي سبق وقطع وعدا بأنه سيغادر القصر في تشرين، ويترك لباسيل “تضخيم” حجره وتكبير صدره النيابي وتوسيع حوض حصائله على امتداد السهل والجبل، وتحديدا بإدعائه أن نوابه وصلوا “بأفضالهم” وأصواتهم التفضيلية، لكن كشفا واحدا قدمه رئيس حزب التوحيد وئام وهاب من هذه الشاشة أحصى فيه انتخاب ثمانية نواب للتيار بأصوات حلفاء من طوائف أخرى.

والحليف بالحليف يذكر إذ تفجرت اليوم بحصة المير طلال إرسلان، معلنا أنه سيعيد حساباته في التعاطي مع الجميع، حلفاء وخصوم، وقال: لن نسكت عن ظلم أو تقصير أو دجل بعد اليوم، ولن نراعي أحدا.

وغبار دارة خلدة لم ترحم حزبا ولا تيارا، على توقيت كانت فيه حركة أمل تخوض معركة الغبراء مع العونيين، من جبران باسيل إلى الحرب الشرسة بين خليلين أخضر وبرتقالي لم يقصر علي حسن خليل بسيزار أبي خليل والعكس صحيح فكلاهما أبلى بلاء حسنا وصدق قوله في حق بعضه.

وردا على موقف كتلة التيار في جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب قال النائب الان عون للجديد أن لا مقايضة في هذا الصدد وإن الكتلة ليست جزءا من أي أكثرية، رافضا الحديث عن إعادة إنتاج اصطفافات سياسية.

وإلى حين نضوج التسويات واختراع صيغة للمساكنة السياسية فإن الزواج المدني يعود إلى السجال من بوابات دور رجال الدين، وارتفاع الأسعار يضرب كل شيء حي، والمستشفيات تتجه إلى الإضراب العام مع الأطباء، والدولار يحلق فوق رؤوس الجميع، رافضا الركون إلى يوم عطلة. وفي تصريف الأعمال فإن وزير الأشغال علي حميه يعمل كحكومة كاملة الصلاحيات وينفذ “الشغل” من المرفأ غدا مع شركة سويسرية، أما “الأشطر” من الجميع فهو العدو الإسرائيلي الذي “يعمق” حاصله في كاريش ويوزع منها بعد ثمانية عشر شهرا على أوروبا فيما المسؤولون اللبنانيون ينيمون المرسوم في الأدراج كي لا نصبح على خير.