IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 29/6/2022

ليلا كان الرئيس نجيب ميقاتي في طور التشاور مع رئيس الجمهورية حتى لا يتهم انه اعد لائحة  كانت جاهزة  فور  انتهاء الاستشارات النيابية غير  الملزمة.

وليلا ايضا بدأت تتسرب المعلومات عن شروط وميثاقيات وتوازن , وروي ان التيار الوطني كان بصدد طلب توزير مديرة المشتقات النفطية اورو فغالي وزيرة طاقة ولما اشتدت المطالب عزم ميقاتي على زيارة القصر صباحا لوضع لائحته بين يدي الرئيس ميشال عون .

وهو قال للجديد: كتبتها بخط يدي عند العاشرة والنصف ليلا وذلك بعد ان ادى الجميع دور المتعفف عن المشاركة واصبحت الخيارت ضيقة واوضخ ميقاتي : ان ما قدمته للرئيس هو تبديل وزاري وليس ” للكل ” منافيا ان يكون قد حصل اي تواصل مع رئيس التيار الوطني جبران باسيل  سوى خلال الاستشارات النيابية وبامور عامة.

وفي معلومات الجديد ان التبديل طال اربعة وزراء وحقائب واسندت الطاقة للطائفة السنية بدلا من الروم الارثوذكس  وليد سنو اطاح بوليد فياض ومنحت المهجرين للنائب سجيع عطية مكان الوزير الارسلاني عصام شرف الدين

وزير الاقتصاد أمين سلام استبدل بوزير الصناعة الحالي جورج بوجيكيان, في حين أوكلت وزارة الصناعة لوليد عساف, اما مفاجأة التشكيلة فكانت بوزير المال حيث سمى ميقاتي النائب السابق ياسين جابر في منصب يشغله يوسف خليل .

خمسة  من اصل اربعة وعشرين وزيرا تغيروا بالاسم والطائفة والحقيبة ورمى ميقاتي بهذه الخطوة كرة النار في ملعب قصر بعبدا تاركا لها خيار الرفض او القبول لكن رئاسة الجمهورية كانت قد اكتسبت خبرة من تجارب سابقة فدوائرها لن تعلن الرفض انما ستغلفه بالروح الميثاقية والابعاد الطائفية والتوازن في التمثيل.

لذلك فهي ستخضع اللائحة وميقاتي معا لمزيد من الدرس والتشاور وحركات الذهاب والإياب من بلاتيتنوم الى بعبدا قبل ان تقرر ان هذه اللائحة ” ما بتمشي ” على غرار ما كان يعلن في حقبة الرئيس سعد الحريري الذي استئصل المرارة السياسية بتركه العمل الجنائي الحكومي.

غير ان الرئيس المكلف كان هذه المرة يسارع الخطى ويسبق الرفض بتشكيلة مرفوضة , فهو ضمنها طعنة في قلب  التيار عندما انتزع  منه حب عمره وخليلته الدائمة منذ اثنتي عشرة سنة

حجب الطاقة  عن جبران وتلك تصنف في عرف التيار من الارتكابات التي لا تغتفر وتكاد تصل الى الخيانة العظمى.

استبدل ميقاتي وليدا مسيحيا بوليد سني ومن آل سنو تحديدا وهذه ايضا ستضرم النار في حقول التيار الضنين على المواقع المسيحية ومراكزها.

وبديلا عنه لم يمنح ميقاتي جبران باسيل حق المداورة في الحقائب  فترك وزارة المال في عهدة الرئيس نبيه بري لكن تسمية ياسين جابر بحد ذاتها تدل على ان التشكيلة لن تبصر النور

فبري الذي حجم جابر واستبعده من دوائر  الترشيح النيابي لن يترك له فرصة الصعود الى خزنة الثنائي, غير ان  بري وميقاتي ” دافنينو سوا” ويدركان ان التشكيلة لن تمر من بعبدا  وعليه فليترك اسم  جابر  وزيرا على ورق ولا داعي للهلع  .

وحتى اللحظة فإن كل ما خطه  ميقاتي مرشح لعدم التوقيع  فبعبدا تدرس تحت مسميات ردها الى الرئيس المكلف ليعيد صياغة ما تم تأليفه ودوائر ميرنا الشالوحي تتقلب على نارها وتشير الى ان هذه التشكلية صنعت ليتم رفضها .

وفي كلا الحالات فإن البلاد ذاهبة الى مطاردة وزارية بدأت اليوم ولن تنتهي قبل تشرين.