IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 4/8/2022

استقرت رصاصة السنتين في قلب السلطة السياسية المهملة والحاجبة للحقائق وأطلقت بيروت رصاصة السنة الثالثة مع كف كبير صفع الدولة وطالبها بالعدالة وكف يدها عن تعطيل التحقيقات.

فالرابع من آب لم يكن يوما لتذكار الموتى ولا هو لتنكيس الأعلام ورفع شارة الحداد بل توزع ذوو الضحايا على كل نقاط العبور إلى الدولة وقراراتها المجمدة، ذرفوا دموعا على الأحباء، لكن الدموع الأكثر غزارة إدخروها لسلطة لا تزال خارج الحساب وتلتحف الحصانات والمجالس العليا.

وقد أعاد الاهالي اليوم تذكير المحميين بأنهم لن يتركوا حقهم مهدورا وضائعا بين العدليات وصراع القضاء مع السلطة وفي مسيرات اليوم ومنصات خطاباته وآراء ناسه، تمت إعادة تفويض القاضي طارق البيطار أمينا عاما على حقيقة المرفأ وإن جاء المشهد محزنا مع انقسام جزئي في صفوف ذوي الضحايا وإعلان اللجنة التأسيسية امتلاكها وثائق تدين قوات اليونيفيل.

وفي العلامات الإيجابية أن ليليان شعيتو لمست عليها واحتضنت قلبا من لحم ودم، وليس دمية بلاستيكية وأثبتت معركة ليليان الصامتة أن حق الأم “مش لعبة”، ولم تكن المصادفة هي التي دفعت إلى لقاء “القمة” بين ليليان وعلي في يوم الرابع من آب إنما جاء هذا الحدث بعد التعاطف الشعبي مع الأم وتلاه جمع عائلتي حدرج وشعيتو مع المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان. وصدر عن العائلتين بيان أكدتا فيه الاتحاد على موقف واحد.

أما المصادفة المريبة فكانت في انهيار أجزاء كبيرة من صوامع الأهراءات في مرفأ بيروت قبل ستين دقيقة فقط من السادسة وثماني دقائق، أي على توقيت انفجار المرفأ عام ألفين وعشرين فهذه الصوامع صمدت عامين لتقرر أن تنهمر كالدمع مع دخول الجريمة عامها الثالث وللضحايا رفعت الصلوات اليوم في وسط بيروت وداخل مستشفى الروم المكان الذي أسعف واحتضن عددا كبيرا من الجرحى لدى وقوع الانفجار، وكان العناية الفائقة للعديد من الوافدين إليه علما أنه أكثر المستشتفيات التي تضررت، وفقد شهداء من طاقمها التمريضي والطبي والعمال الإداريين.

وفي كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت رفعت الصلوات لراحة أنفس الشهداء وضحايا انفجار المرفأ وعلى نية شفاء الجرحى وأكد البطريرك الراعي أن المطلوب أن يستأنف قاضي التحقيق العدلي عمله وصولا إلى الحقيقة وقال إن تجميد التحقيق لا يقل فداحة عن التفجير، لأنه فعل متعمد وإرادي بلغ حد زرع الفتنة بين أهالي الضحايا.

وفي اختتام يوم الرابع من آب فإن الأيام المقبلة تفتح على جروح سياسية بالغة التعقيد سواء في انهيار صومعة الحكومة أو في تفجير الكرسي الرئاسية لكن ما يتقدم الأحداث بدءا من الأسبوع المقبل هو ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل حيث يتوقع أن يعود الوسيط الاميركي آموس هوكستين الى بيروت خلال اسبوع من الآن وربطا بهذا الملف يكشف الصحافي وليد شقير في موقع “اساس ميديا” وفي مقال ينشر لاحقا، عن ضمانة اميركية مكتوبة لعائدات حقل قانا مع الخط 23 مستقيما من دون مقابل لإسرائيل لا في البلوك 8 ولا في أي مكان آخر.