IMLebanon

مقدمة تلفزيون “lbci” المسائية ليوم الأحد 19 تشرين الأول 2025

في الثامن من تشرين الاول 2023, دخل حزب الله حرب إسناد غزة. يومها, كان الحزب مقتنعاً بأنه يملك قوة ردع ستمنع إسرائيل من شن حرب كبيرة عليه وعلى لبنان. ويومها أيضاً, كانت إسرائيل تنصب للحزب كميناً تقنياً وعسكرياً محكماً, أفقده ساعة بعد ساعة, قوته هذه. اليوم, سقطت قوة الردع, ولم يعد لا لحزب الله ولا للبنان أي قيمة إضافية على طاولة مفاوضات الشرق الاوسط, حتى ولو أبدت بيروت إهتمامها بالتفاوض مع تل أبيب.

فواشنطن أولاً, وخلفها تل أبيب, أعلنتا إنتصارهما في الحرب, وهما مستمرتان فيها على كل الجبهات, من غزة, الى حيث عاد القصف اليوم, الى لبنان المعرّض لتوغلات جديدة, الى سوريا, حيث عمليات الوحدات الخاصة الاسرائيلية, الى اليمن, والاهم الى إيران, وهي أم المعارك.
تقول المعطيات المتقاطعة من العواصم المعنية بكل المنطقة, إن مصير التفاوض الاميركي الإيراني غير المباشر, سيحدد مسار هذه الجبهات, الواقعة عملياً في قبضة إسرائيل العسكرية, التي تتحرك أينما وكيفما تشاء, حماية لمصالحها, وهي تالياً, غير مضطرة لا للتفاوض ولا للتوقيع على أي إتفاق, طالما أنها لم تختم معركتها مع طهران. وتقول المعطيات أيضاً, إن التفاوض الاميركي الايراني غير المباشر, يسير على خطين.

خط تتوسط فيه سويسرا, وهو مرتبط بالملف النووي الايراني, وخط تتوسط فيه سلطنة عمان وهو يركز على الصواريخ الباليستية, ودعم حلفاء طهران في لبنان والعراق واليمن, وسط معلومات عن محاولة إيرانية لتقسيم هذه الملفات على مراحل، وهو ما ترفضه واشنطن.
إذا لم يتضح هذا المسار, عبث حديث لبنان عن القبول بالتفاوض, وعبث البحث عن حل يفك أسر بلد, واقع في قبضة كل السياسيين الذين لا يرون في اللبنانيين, مقيمين ومغتربين سوى أرقام في صناديق الاقتراع, تصب في مصلحة تكبير أحجامهم الحزبية, من دون أي أفق لديهم، تخرج البلد من حجم إقتصاد منهار لم يتغير منذ العام 2019 حتى اليوم, فيما سوريا تبحث مدعومة من العالم عن استثمارات, والعراق يطلق مشروع التنمية ,الذي يربط آسيا بأوروبا عبر ميناء الفاو, ونحن نتفرج.